بدأ المسلمون في جميع أنحاء العالم، منذ ثاني أيام عيد الفطر، صيام ستة أيام من شهر شوال، المعروفة باسم «الستة البيض»، إذ يُعدّ صيام هذه الأيام من الأعمال الصالحة المُستحَبَّة التي تتبع صيام رمضان المبارك، اقتداءً بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، وبذلك يكون المسلم قد صام 36 يومًا، والحسنة بعشر أمثالها، أي ما يعادل 360 حسنة، وهو عدد أيام السنة.
حكم تتابع صيام الستة من شوال
وما يشغل بال الكثيرين هو حكم صيام الستة أيام من شوال، هل يجب صيامها متتالية أو يمكن توزيعها على مدار الشهر، إذ أوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أنّه لا حرج في تفريق صيام الستة أيام، إذ يجوز للمسلم صيامها على مدار شهر شوال، سواء في أيام الاثنين والخميس أو في الأيام البيض (13 و14 و15 من الشهر).
وأضافت دار الإفتاء أنّه يُفضل صيامها متتالية بعد عيد الفطر مباشرة، ويستحب صيامها في أول شوال بعد يوم العيد وحتى لو تم تفريقها أو تأخيرها، يبقى صيامها مُجزئًا، لأن فضل هذه السنة شاملًا للصيام المتتابع والمُفرق.
وطرح البعض سؤالًا حول جواز صيام الستة البيض بعد انقضاء شهر شوال، وهو ما أجاب عنه الشيخ عمر عبد المغيث، إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين في حديثه لـ«الوطن»، موضحًا أنّ صيام الستة البيض سنة مؤكدة، الأصل فيها صيام ستة أيام من شهر شوال، واستند في ذلك إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، موضحًا أنّ صيام الستة البيض يبدأ من ثاني أيام عيد الفطر.
صيام الستة البيض في ذي القعدة
أما تأجيل الستة البيض بعد انقضاء شهر شوال، وصيامهم في شهر ذي القعدة، أجازه إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين ولكن بشرط وحيد، وهو أن يكون المسلم قد اعتاد صيامها بشكل منتظم كل عام، ولكنه تعرض لعذر قهري منعه من صيامها في شوال، مثل السفر أو المرض أو عذر شرعي للمرأة يمنعها من الصيام، مثل الحيض أو النفاس، وفي هذه الحالة، أباحت الشريعة الإسلامية للمسلم قضاء صيام الستة في ذي القعدة لكن يشترط أن يكون قد اعتاد صيامها كل عام.
وبهذا الرأي ذهب بعض العلماء من المذهب الشافعي بأنّه يجوز قضاء صيام ستة أيام شوال في شهر ذي القعدة لمن فاته صيامها في شهرها، ويستندون في ذلك إلى عدم تقييد قضاء هذه الأيام بوقت محدد، وعموم الأدلة الواردة في قضاء الفوائت.