مع زيادة حدة الأزمة والقصف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، اتجه عدد كبير من المواطنين إلى مقاطعة العديد من المنتجات ذات العلامات التجارية الأجنبية بعد إعلان شركاتها الأم في دول أجنبية دعمها للاحتلال الإسرائيلي، ولكن هل تؤثر حملة مقاطعة المنتجات هذه على الاقتصاد المصري أم لا؟، وهو ما أوضحه الدكتور محمد أنيس الخبير الاقتصادي، حيث أكد احترامه وتقديره لمشاعر المصريين تجاه الفلسطينيين في أزمتهم ومحنتهم.
المقاطعة الحالية هي مقاطعة للمنتج المحلي
وأضاف في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، أنّ هناك فرق بين المنتج المصري والمنتج الأجنبي، فالمنتج المصري هو المنتج الوطني المصري، وأي خدمة أو منتج تم إنتاجه وتصنيعه داخل جمهورية مصر العربية على أراضي الدولة سواء كان المنتج له اسم مصري أو اسمه يدل على علامة تجارية دولية.
وأشار إلى أنه طالما تم إنتاجه في مصر فهو منتج وطني مصري، ومن هذا المنطلق قد تؤثر المقاطعات على المنتجات المصرية، موضحا أنّ المقاطعة في الوقت الحالي هي مقاطعة لمنتجات مصرية مصنعة في مصر لكن ذات علامة تجارية دولية.
ومن أبرز الأشياء التي سيتم التأثير عليها هي فشل هذه الاستثمارات، فعلى سبيل المثال مع مقاطعة شركات المياه الغازية، فهذه الشركة عبارة عن شراكة بين مستثمر أجنبي مع أخر مصري، ذات عمال وإدارة مصرية، فعند خسارتها سيتم تسريح العديد من العمال المصريين والضرر برجال الأعمال المصريين، وخفض قيمة الضرائب التي تتحصل عليها الدولة لدعم الموازنة العامة والتي تذهب في العديد من المخارج مثل الصحة والتعليم والطرق وغيرها.
ولفت إلى أنّ الدولة تعمل على استهداف واجتذاب استثمارات أجنبية، فبهذا مع فشل الاستثمارات الحالية بسبب المقاطعات على المدى البعيد لن تأتي استثمارات جديدة بسبب الخسائر التي حققها المستثمرين الأخرين، وهو ما قد يخسر الدولة العديد من الاستثمارات.
الطريقة الصحيحة لمقاطعة داعمي إسرائيل
وأكد أنه في حال الرغبة في عمل مقاطعة إيجابية فمن الأفضل مقاطعة المنتجات المستوردة بشكل كامل، والتي تأتي من الخارج في صورتها النهائية، والتي لا يوجد بها أي استثمار مصري وطني، والاتجاه نحو البديل المحلي الأفضل، وهذه هي المقاطعة الصحيحة لدعم غزة والاقتصاد المصري.
وأكد أنه كان هناك جانب إيجابي لهذه الأزمة وهي صعود شركات مصرية ناشئة على الساحة لتدخل في منافسة مع كبرى الشركات العاملة في مصر.