في ظل تحديات اقتصادية عالمية انعكست على الأوضاع المعيشية في مصر، برز التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي كركيزة أساسية لدعم جهود الدولة في توفير الحياة الكريمة للمواطنين، خاصةً الفئات الأكثر احتياجًا. وقد تجاوز دور التحالف مجرد تقديم المساعدات المادية، ليمتد إلى إحداث تغيير ملموس في حياة المصريين على عدة أصعدة، بل على مستوى الإقليم خاصة في أحداث غزة الأخيرة.
وساهم التحالف الوطني في تعزيز مفهوم حوكمة العمل الأهلي ومأسسة وإدارة عملية التكافل الاجتماعي، وذلك من خلال حشد جهود أكثر من 30 جمعية ومؤسسة أهلية كبرى في مصر، وتوحيد رؤيتها تحت مظلة واحدة تهدف لخدمة المواطن المصري. وقد ساهم هذا التنسيق في توسيع نطاق المستفيدين من خدمات التحالف، ووصول المساعدات لمستحقيها بشكل أكثر فعالية.
ويمكننا وصف دور التحالف الوطني في تنسيق الجهود التنموية بأنه بمثابة «المايسترو» الذي يقود «أوركسترا» العمل التنموي في مصر في الآونة الأخيرة، وهو دور شديد الأهمية لتحقيق التوازن بين تفعيل دور العمل المدني من جهة والحفاظ على محددات الأمن القومي من جهة أخرى، لأنه لطالما كان هناك ربط بين أجندات بعض المؤسسات التنموية والأهلية وبين أجندات لا تساهم في تعزيز الاستقرار الوطني، ومن هنا كان دور التحالف الوطني في ضمان تفعيل العمل المدني بصورة فعالة وآمنة معًا.
ولم يقتصر دور التحالف على تقديم المساعدات العينية والمادية فقط، بل تعداها إلى تنفيذ مبادرات نوعية تهدف إلى تمكين الفئات الأكثر احتياجًا، ودعمهم ليصبحوا أفرادًا منتجين في المجتمع. فعلى سبيل المثال، عمل التحالف على توفير فرص عمل للشباب، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتقديم خدمات التدريب والتأهيل للراغبين في الانخراط في سوق العمل.
ولقد كان للتحالف الوطني دور بارز في دعم جهود الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث، حيث ساهم في تقديم الإغاثة العاجلة للمنكوبين في العديد من الأحداث التي شهدتها مصر، كما ساهم التحالف في دعم أهالينا في قطاع غزة، من خلال إرسال قوافل الإغاثة وتقديم المساعدات الطبية والغذائية.
كما أن التحالف الوطني يعكس بوضوح حرص الدولة المصرية على دعم وتطوير منظومة العمل الأهلي، وإيمانها بدوره الهام في تحقيق التنمية الشاملة. وتتجلى هذه الرؤية في التشريعات والقوانين التي صدرت مؤخرًا لتنظيم عمل المجتمع المدني، وتوفير المناخ الداعم لنموه واستدامته.
وختاماً، يمكننا القول بأن التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي نجح بامتياز في تحريك المياه الراكدة داخل المجتمع المدني والعمل الأهلي في مصر، وساهم في إعادة العمل الأهلي المصري إلى المسار الصحيح، ليقدم نموذجا فريدا من نماذج تطور العمل الأهلي ليكون مشاركا بفاعلية في العمل الخيري والتنموي على المستويين المحلى والإقليمي.