في تمام الساعة الـ9 صباحًا، عادت الفتاة الحسناء لتقف في الزحام أمام مكتب تسوية المنازعات مرة أخرى، لكنها كانت متخذة قرارها الأخير بالطلاق والخلاص من تلك الزيجة، التي قضت على أجمل سنوات عمرها، وتنتظر دورها بين المارة، وتتحدث مرتبكة عن سبب دعوى الخلع، التي أقامتها ضد زوجها بعد حب سنوات طويلة، لكنها لم تتمكن هذه المرة مكن غلق باب المنزل بالمفتاح عليهما سويًا وهي تشعر بالآمان مرة أخرى على حد وصفها، فما القصة؟
طلبت الطلاق مرتين أمام محكمة الأسرة
انقلب الحال على هدير سريعًا، وأصبحت سعيدة بالهرب من السجن الذي حُبست بداخله لمدة 7 سنوات، تحت مسمى الزواج عن حب، لتعيش بداخله في قهر وذل بعد أن وافقت على الزواج منه والعيش مع عائلته في نفس المنزل، تفاصيل يصحبها مرارة الخذلان روتها هدير لـ«الوطن» عن سبب لجوئها لمحكمة الأسرة للمرة الثانية، وإقامة دعوى خلع مُصرةً هذه المرة أن تطلق نفسها بأي شكل.
«بعد حب سنين بدأت معاناتي من قبل الفرح بساعات»، بهذه الكلمات عبرت هدير صاحبة الـ 32 عامًا، عن الشجار الذي دار بينها وزجها قبل بدء حفل زفافهما بساعات، بسبب افتعال والدته مشكلة لتعكر عليها صفو حياتها وفرحتها بزواجها من ابنها الوحيد، وقالت: «حياتي اتقلبت 180 درجة، وفوجئت من أسلوبه، وبعد الجواز ظهر طبعه الحقيقي، واستغل حبي له، وبقى يضربني بعنف ويهينني على أتفه سبب، وده بسبب إن والدته مكنتش متقبلة فكرت إنه أتجوزني وعايشين معاها في نفس البيت».
وافقت على خدمة والدته لكنها لم تقدر ذلك
بصوت ممزوج بالبكاء، قالت «هدير»، إن زوجها طلب منها منذ بداية تعارفهما أن يعيشا مع والدته في نفس المنزل، ليقوما براعيتها في كبر سنها، ووافقت لكن لم تتخيل ما تعيشه الآن: «خلاني خدامة ليه ولوالدته، وبقى فرض عليا أعيش تحت معاها، لما كنت بطلب أروح لأهلي كان بيرفض ويأجل، وبقيت عايشة مقهورة بسبب إهانته، ولما طلبت الطلاق، أصبح يصبحني بعلقة ويمسيني بعلقة».
فقررت أن تلجأ لمحكمة الأسرة لتطلب الطلاق، لكنها تصالحت بعد نصيحة خبراء التسوية بإعطائه فرصة أخرى بناء على طلبه حتي يعيشا في نفس المنزل مع بناتهم الـ3، لكن لم يزداد الأمر إلا سوءًا، وذهبت مرة أخرى لمحكمة الأسرة بروض الفرج، وخلال الجلسة التي جرى تحديدها حتى يجدوا لمشكلتها حلا يرضي الطرفين، قبل تحريكها لقاضي محكمة الأسرة للنظر فيها وإطلاق حكمه النهائي، تخلف زوجها عن حضور الجلسات لأكثر من مرة، فقررت خلال الجلسة الأخيرة أن تحيلها للقاضي، وحملت رقم 3912 أحوال شخصية.