«رجعوا التلامذة يا عم حمزة للجد تاني.. يا مصر إنتي اللي باقية وإنتي قطف الأماني.. لا كورة نفعت ولا أونطة.. ولا المناقشة وجدل بيزنطة»، كلمات الراحل أحمد فؤاد نجم التي غناها الشيخ أمام وكان بطلها «عم حمزة» الذي لم تقتصر سيرته في تلك الأغنية بل ذُكر في قصائد صلاح جاهين وإحدى اغاني محمد فؤاد ليكون آخرها تخليد اسمه في أغنية للفنان أكرم حسني في الندوة التثقيفية للاحتفال باليوبيل الذهبي لذكرى حرب أكتوبر 73، لكن ما هي حكاية «عم حمزة»؟.. هذا هو ما تسرده السطور التالية.
مَن هو «عم حمزة» بطل قصائد أحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين؟
تعتبر أغنية «يا عم حمزة» من أبرز الأغاني الوطنية التي ظهرت في بدايات القرن الماضي، بحسب ما وثقت مجلة «المصور»، فى عددها الصادر يوم 7 مارس 1969، عندما نشرت قراءة تاريخية لهذه الأغنية، وضحت فيها إن كلمات الأغنية تعود إلى يوم الأحد الموافق 9 مارس لعام 1919، عندنا كتب كلماتها الدكتور محمود الحفنى، حينما كان معتقلا فى سجن القلعة، مع مجموعة من أصدقائه بسبب خروجهم فى مظاهرة، احتجاجًا على اعتقال سعد باشا زغلول، يقول فى مطلع الأغنية: «يا عم حمزة، إحنا التلامذة، واخدين على العيش الحاف، والنوم من غير لحاف.. مستعدين، ناس وطنيين، دايما صاحيين، إحنا التلامذة، يحيا الوطن.. جونى يا خلايق، نصاب وسارق، بيسف فيها، مبلط ولازق.. ونازل فينا تمويت، تقولش إحنا كتاكيت.. حاجة بالقوة، وعامل فتوة، يا إحنا لا هو، وإحنا التلامذة، يا عم حمزة، يحيا الوطن».
أما عن سر اختيار «عم حمزة» بطلا لكلمات الأغنية، يعود ذلك نسبة إلى عم حمزة حارس سجن القلعة، الذي تعاطف مع الطلاب بعد قصيدتهم وغنائهم، ورفض الأوامر التى وجهت له بالمعاملة القاسية لهؤلاء الطلاب، ليخلد «الحفنى» اسم هذا الرجل، بعد أن جعله رمزا للتمرد.
«عم حمزة» بطل الأجيال
وبعدما ذُكر اسمه لأول مرة في قصيدة الطلاب المعتقلين في سجن القلعة، وتعاطف معهم متمردًا على بطش الاحتلال الإنجليزي آنذاك أصبح ذكر اسم «عم حمزة» يتردد في شتى الأغاني الوطنية، إذ عاد اسمه في قصيدة للشاعر صلاح جاهين قال في مطلعها «يا عم حمزة، إحنا التلامذة، جن وبلاوى مسيحة، من غير مؤاخذة نكبر ما نكبر، الله أكبر طول الزمان عاتى الامتحان داخلين مبارزة».
وفي كلمات أحمد فؤاد نجم عاد اسم «عم حمزة» للمرة الثالثة، لينتشر بعد غناء القصيدة بصوت الشيخ إمام الذي قال: «يا عم حمزة، رجعوا التلامذة، يا عم حمزة للجد تانى».
وفي المرة الرابعة ذكر اسم «عم حمزة» على لسان الفنان محمد فؤاد ليحيى ذكرى «عم حمزة» من جديد، فى أغنية تقول كلماتها: «أ ب ت ث ج ح، علي دوري مى، نفهم صح هايكون إيه، نبقي شباب ورد وجميل، لبلاده بيرد جميل، هنخلي الأيام طراحة، هانقولها وبكل صراحة، لازم نتعلم بالراحة، أ ب ت ث ج ح، على دو رى مى نفهم صح هنكون ايه.. ياعم حمزة حلمك علينا احنا التلمذة وبكرة لينا».
وفي حفل اليوم بنصر أكتوبر 73 في الذكرى الخمسين وتخليداً لذكرى «عم حمزة» عاد الفنان أكرم حسني ليردد اسمه قائلا: «هنا التلامذة عماد وحمزة صحيوا لبسوا المريلة ونزلوا راحوا المدرسة يتعلموا، وهناك عماد وحمزة جنود على الحدود حالفين ما هيرجعوا إلا بهدية».