قال المهندس المعمارى ياسر الكرمانى، منسق حفلة مئوية مدرسة الخط العربى، أحد خريجى المدرسة، إن هناك حفلاً يتم التخطيط له منذ فترة بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس مدرسة الخط العربى، مشيراً إلى اهتمام قيادات وزارة التربية والتعليم بالإعداد للحفل الذى سيقام بداخل مدرسة خليل أغا للخط العربى، وأكد فى حوار لـ«الوطن» أن هدف الحفل هو إحياء فن الخط العربى كأحد روافد القوة الناعمة لمصر، وتشجيع الشباب على الاهتمام بتعلم أصول وقواعد الخط العربى، لكونه يعبر عن جمال اللغة العربية وإلى نص الحوار:
كيف تم الاستعداد لحفل المئوية؟
– قمنا مع فريق العمل بقيادة الأستاذ عامر سيد، ناظر المدرسة، والفنان سعد غزال بالتجهيز للحفلة منذ شهور بإصدار العدد التذكارى الثالث لمجلة مدرسة تحسين الخطوط الملكية بعد ٧٥ سنة من صدور العدد الثانى سنة ١٩٤٧، ونظمنا معرض لوحات من إبداع مدرسى المدرسة وطلابها على مدار 100 عام، بخلاف قيامنا بعمل ندوة مصحوبة بتوزيع ميداليات تذكارية لمدرسى وطلبة المدرسة عبر المائة عام، والذين خدموا فن الخط العربى عبر التاريخ.
ياسر الكرماني: عشقت الخط منذ الابتدائية تأثرا بأستاذي وهو يكتب البسملة والتاريخ على السبورة بشكل مبهر
أحببت الخط العربى وكان ذلك سبباً فى دراسته وتعلم قواعده.. هل تتذكر كيف كانت بداياتك؟
– الخط العربى بالنسبة لى يمثل إحدى أهم الهوايات فى حياتى، طول الوقت بسعى لتعلم القواعد والأصول ومعرفة كل أنواعه منذ القدم وبدأ حبى للخط العربى لما كنت فى المدرسة الابتدائية وبشوف أستاذى عبدالفتاح جادو، رحمه الله، يكتب البسملة والتاريخ بخط رائع على السبورة كل يوم، كان خطه عظيماً ويمتاز بالجمال، لأنه كان دراس الخط العربى دراسة أكاديمية بقواعده السليمة، ومن هنا بدأت علاقتى بالخط وقررت أتعلمه وفعلاً التحقت بمدرسة خليل أغا للخط العربى حتى أنمى موهبتى فى الكتابة وأحقق رغبة أستاذى، لأنه شجعنى زمان، وكان دايماً يقول إنى عندى موهبة فى فن الخط ولازم أنميها.
متى تخرجت أول دفعة من المدرسة؟
– المدرسة تعتبر هى الأولى من نوعها للخط العربى فى مصر، تخرجت أول دفعة منها سنة 1925 وكان الطالب الأول هو الأستاذ محمد على المكاوى، وتبعه بعد كده أجيال من الخطاطين اللى حملوا راية الفن والخط العربى، وبشكل عام المدرسة تأسست عام 1922 بقرار ملكى من الملك فؤاد الأول وألحقت بمدرسة خليل أغا الابتدائية بجوار مسجد الحسين مكان مشيخة الأزهر الآن، ونقلت بعد كده إلى مبناها الحالى فى شارع الجيش «الأمير فاروق سابقاً»، وكانت تتبع الخاصة الملكية وبعد كده نقلت تبعيتها إلى وزارة المعارف العمومية.
ماذا عن الطلاب الذين جاءوا لدراسة قواعد الخط العربى من خارج مصر؟
– استمرت المدرسة فى أداء دورها وتخرجت فيها أجيال أخرى من كبار الخطاطين من جميع أنحاء العالم، وأصبحت بالتراكم أحد روافد القوة الناعمة لمصر، فخرجت من السعودية محمد طاهر الكردى ومحمد ضياء دين، ومن العراق محمد هاشم البغدادى كبير خطاطى العراق وأشهر خطاطيها على الإطلاق، ومن ليبيا أبوبكر ساسى المغربى الذى أنشأ مدرسة ابن مقلة للخط العربى، ومن الجزائر الدكتور محمد سعيد شريفى وعبدالقادر بومالة ومحمد بوثليجة، ومن الإمارات الخطاط محمد مندى وعبدالإله العرب، ومن لبنان برهان كباره.
نهدف لإحياء فن الخط كأحد روافد القوة الناعمة لمصر وأن يتصدر واجهة الأعمال المعمارية «الدينية والثقافية»
هل لديكم أحلام تتعلق بالخط العربى؟
– عندى أحلام كتير لكن أهمها على الإطلاق أن تسترد المدرسة المصرية للخط العربى مكانتها الدولية، وتظل مدرستنا قِبلة لكل العرب والأجانب ومحراباً لتعلم هذا الفن العظيم، وأن يعود الخط العربى إلى واجهة الأعمال المعمارية كجزء أصيل من المفردات المعمارية فى الأعمال ذات الطابع الإسلامى والعربى كالمساجد والمراكز الثقافية.
بماذا تنصح الشباب؟
– الشاب الموهوب عليه أن يطور موهبته بالدراسة داخل «خليل أغا»، لأن بها نخبة من المدرسين الذين حصلوا على جوائز عالمية فى الخط العربى، وسيأخذون بيد الموهوب خطوة بخطوة حتى يصبح متمكناً من الكتابة، فعليكم بتحسين الخط، لأنه من مفاتيح الرزق.
أساتذة وخريجو المدرسة
المدرسة كانت تتمتع بشهرة واسعة فى مصر والعالم الإسلامى، تاريخها حافل بالعديد من الإنجازات، وضمت العديد من الأساتذة الذين كان لهم دور هام فى تطوير الخط، ومنهم محمد إبراهيم الأفندى والشيخ على بدوى ومحمد رضوان والشيخ محمد عبدالرحمن والشيخ محمد فخر الدين، ومحمد عبدالقادر ومن الخريجين محمود إبراهيم سلامة ومحمود الشحات ومحمد أبوالخير ومحمد سعد الحداد ومحمد سيد عبدالقوى ومحمد إبراهيم محمود كل هؤلاء كانوا خريجى المدرسة فى الفترة الملكية وهم فى غالبهم من أبناء كلية دار العلوم.