حركة مستمرة لا تهدأ في كل مكان، هنا يجري طبيب لينقذ حياة مريض في اللحظات الأخيرة، وهناك يسرع شابا للتبرع بالدم لطفل على مشارف الرحيل، رائحة الدم تفوح داخل أرجاء المكان، وأشعة الشمس تتسلل للداخل من بين ثقوب الحوائط التي حفرتها طلقات قوات الاحتلال الموجهة للمستشفى، هنا «الحياة الموت»، داخل مستشفيات فلسطين التي عانت القصف والاعتداء والدمار، لكن الأمل في الشفاء داخلها ما زال حيا يتنفس.
24 يومًا من الاعتداء المستمر من قبل قوات الاحتلال على فلسطين وخصوصًا قطاع غزة، فمنذ السابع من أكتوبر الحالي اشتد القصف وطال كل مكان في بلد الأقصى، حتى المستشفيات، التي يهرع إليها الأهالي هناك للعلاج بعد أن تصيبهم أعيرة الاحتلال الغاشم، أطفال وشباب ومسنين، لا تفرق بين رجال ونساء، تعصف بالجميع دون رحمة أو إنسانية.
مستشفيات غزة.. أمل الجرحى في النجاة
وسط كل هذا الخراب، تحاول المستشفيات أن تكون الأمل الأخير للجرحى في النجاة، تضمد الجراح وتوفر الأطباء الذين يعملون ليلا نهارا من أجل تخفيف آلام المصابين، وفقا لما قالته جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى بقطاع غزة لـ«وفا»، بأن هناك العديد من الأطفال والمسنين تم علاجهم وخرجوا متعافين من المستشفيات رغم ما بهم من جروح غائرة، بأقل الإمكانات المتوفرة، على أمل أن ينتهي هذا الصراع ويهدأ حال المستشفيات.
رغم ذلك لا يكف الاحتلال عن اعتداءاته المتواصلة على المستشفيات وأصبحت هدفهم للقصف، بداية من قصف المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، والذي أسفر القصف عن مقتل 500 شخص على الأقل، من بينهم أطفال ومرضى وكبار سن، علاوة على عشرات الجرحى، من الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، كل ذنبهم أن ذهبوا للعلاج في المستشفى، وهل هذا ذنب؟.
مستشفيات فلسطين.. هدف الاحتلال للقصف
الاعتداءت لم تنتهِ، بل استمرت حد مستشفى القدس، عقب إرسال الاحتلال تهديدات للمستشفى بإخلائها لعدم إلحاق المكرضى والاطباء بالضرر جراء قصفها والغارات المستمرة عليها، مدعين أنها تضم عناصر من حركة حماس، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية، بل وزاد الأمر إلى القصف بالفعل برشقة صاروخية لمحيط مستشفى القدس، لتدوي صافرات الإنذار على مسامع المرضى بالداخل، لتضيف على آلامهم رعبًا.
لكن وسط كل هذه الاعتداءات على المستشفيات، رفضت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى بقطاع غزة، تهديدات الاحتلال بإخلاء المستشفى، بحسب «سكاي نيوز»، قائلين إن المرضى بالداخل عدد كبير منهم على أجهزة تنفس وحال خروجه يعني موته لذا «لن نخلي مستفى القدس»، رافعين شعار النصر أو الشهادة.
تعمد قوات الاحتلال قصف المستشفيات ومحيطها، هو إجرام ضد المدنيين والجرحى والأطباء وشيء يجرّمه القانون الدولي وترفضه الأعراف الإنسانية والتاريخية، وفقا لما قاله الدكتور رفعت سيد أحمد الخبير الاستراتيجي والمفكر القومي في تصريحات تلفزيونية، بينما قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف خلال مؤتمر لدار الإفتاء المصرية، إنّ قصف مستشفى المعمداني ستظل جريمة إنسانية لا يمحوها الزمن، وما يحدث هو حرب إبادة جماعية.