أعربت الدكتورة كرمة سامي، مديرة المركز القومي للترجمة، عن حزنها على رحيل الدكتور محمد عناني شيخ المترجمين الذي توفى اليوم عن عمر يناهز 84 عاما، مؤكدة إنه رمز من رموز الثقافة المصرية والعربية، ورحيله خسارة كبيرة، ويصعب وصفه في كلمات قليلة.
وأضافت كرمة سامي، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن محمد عناني كان عبقريا فعلا وينطبق عليه مصطلح «ظاهرة كونية»، ومصر ولادة لكن الدكتور عناني صعب يتكرر، لافتة إلى أن أساتذة الأدب الإنجليزي يعرفون قدره جيدا، ليس فقط بترجماته ولكن بعمله الأكاديمي وخبرته عمله في لجان الترقيات، وتعلمنا منه إداريا وبحثيا وإنسانيا وأكاديميا وإبداعيا فهو شاعر وروائي ومسرحي وناقد ومترجم، كل عمل اختاره تفوق فيه.
سنستمر على فكره لسنوات
وذكرت كرمة سامي، كان هناك ندوة تكريمية من لجنة الدراسات اللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة وكان لي شرف المشاركة فيها، وفي كلمتي قلت «إننا نعيش عصر محمد عناني»، وسنستمر على فكره لسنوات، لأنه قلما يجود به الزمان، فقد كان مؤمنا برسالته الإنسانية وماهرا في تنظيم الوقت وكان يعرف كيف يستثمر في موهبته.
وأشارت إلى أن الراحل تربى في بيت ديني، كان والده كان شيخا أزهريًا وحافظا للقرآن الكريم والأحاديث النبوية والأشعار العربية، وربنا أنعم عليه بذاكرة قوية فكان خلال حضور الاجتماعات اللجنة العلمية الخاصة بالترقيات في جامعة القاهرة، فكان في أحاديثه معنا يتحدث عن نوادر العرب والظرفاء ويذكر أبيات الشعر كاملة واسم الشاعر بإلقاء سليم تماما ويربطه بشعر آخر لشاعر إنجليزي.
وواصلت: أذكر إني في إحدى المرات شاركت معه في مناقشة رسالة علمية، لم يكن معه أوراق مكتوبة لكنه يناقش الباحث بمنتهى الدقة وكأنه يقرأ من أوراق مكتوبة أمامه، من الصعب وصفه والإحاطة بجوانب ثقافته.
عناني ترجم طه حسين من العربية إلى الإنجليزية
وأوضحت أن الراحل أهدى للمركز القومي للترجمة فقط تراجم يصعب حصرها «علامات» نفخر بها، ونفتخر في المركز أن «عناني» شرفنا بترجمة مجموعة من الأعمال صدر منها البعض والباقي سيصدر تباعا.
ولفت إلى أن الراحل كان غزير الإنتاج وأحيت كتبه الهيئة العامة للكتاب لأنها أتاحت له الترجمة من العرببة إلى الإنجليزية، وكان لديه مشروع وقدم خلاله أعمال جيدة جدا وهو ترجمة أعمال الدكتور طه حسين من العربية إلى الإنجليزية «درر».