روى الشيخ عثمان عويضة، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، قصة رمي الجمرات بين سيدنا إبراهيم والشيطان، مشيرًا إلى هذه الشعائر التي يقوم بها المسلمون خلال موسم الحج، ومنها الطواف والسعي بين الصفا والمروة، وشرب ماء زمزم، ورمي الجمرات، وصلاة ركعتين عند مقام إبراهيم، كلها آيات بينات تتعلق بهذه العبادة الفضيلة.
قصة رمي الجمرات بين سيدنا إبراهيم والشيطان
وذكر أمين الفتوى قصة رمي الجمرات بين سيدنا إبراهيم والشيطان قائلا: «صلى النبي إبراهيم وطاف بالبيت ثم انطلق إلى منى ليلاً فعرض له الشيطان، فأمسك بسبع جمرات وكبر مع كل جمرة، وألقى بها الشيطان فانصرف عنه وتنحى ثم سار قليلا بجوار الجمرة الثانية، فعرض له الشيطان فامسك بسبع حصيات، وألقى بها وهو يكبر فانصرف الشيطان، ثم سار النبي إبراهيم حتى مكان الجمرة الثالثة، فعرض له الشيطان فامسك الجمرات وألقى بها وهو يكبر في كل جمرة».
وأشار إلى أنه من قصة رمي الجمرات بين سيدنا إبراهيم والشيطان جاءت سنية رمي الجمرات، والتي هي طريقة النبي إبراهيم فعلها النبي صلي الله عليه وسلم، ومن ثم سارت واجبة خلال شعائر الحج وقد روا الإمام أحمد في مسنده (4/ 437) بسنده عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: «قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ. فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا.. الحديث. وفيه: وَيَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ، عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ – قَالَ يُونُسُ: الشَّيْطَانُ – فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ».
مجموع الجمرات
وأوضح «عويضة» أن مجموع الجمرات في أيام التشريق سبعون؛ منها: سبع ترمى بها جمرة العقبة يوم العيد، وإحدى وعشرون تُرمى بها الجمار الثلاث ثاني أيام العيد، وإحدى وعشرون تُرمى بها ثالث أيام العيد، وإحدى وعشرون تُرمى بها رابع أيام العيد، وهذا العدد في حقِّ مَن يُتِمُّ ولم يتعجل، أما مَن تعجل وأراد الخروج مِن منى إلى مكة في اليوم الثاني من أيام التشريق، وهو ثالث أيام العيد؛ فإنه يرمي جمرة العقبة سبعًا يوم النحر، وإحدى وعشرين لليوم الثاني، وإحدى وعشرين لليوم الثالث، فحينئذٍ يكون مجموعها في حقِّ مَن تعجل تسعًا وأربعين حصاة.