تنوع كبير في المحتوى والأفكار شهدته الدراما الرمضانية هذا العام؛ منها ما هو كوميدي مثل الكبير أوي 8 وصدفة، ومنها ما يقرأ صفحات التاريخ ويرويها مثل الحشاشين، ومنها ما يناقش قضايا مجتمعية مهمة مثل عتبات البهجة والمعلم وحق عرب ومسار إجباري؛ ونتيجة لهذا التنوع شهدت مسلسلات رمضان ترحيبًا واسعًا من المشاهدين الذين تفاعلوا مع الأحداث منذ بداية عرض الحلقات الأولى.
إشادة واسعة بمسلسلات رمضان
وعَبر كثيرون من الجمهور عن سعادتهم بمتابعة مسلسلات رمضان هذا العام وما لاقوه بها من أداء مميز وثراء فكري وضخامة في الإنتاج، منهم سارة عز، 26 سنة، التي قالت خلال حديثها لـ«الوطن»، إنها تتابع مسلسل إمبراطورية ميم، بطولة الفنان خالد النبوي، وأنها سعيدة لاتجاه صُناع الدراما المصرية لإحياء الأعمال الروائية القديمة وإظهارها للنور مرة أخرى في ثوب عمل درامي قوي؛ إذ أن مسلسل إمبراطورية ميم مأخوذ عن رواية للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس: «في أجيال كتير للأسف مبتقراش، ومبسوطة جدًا بالمسلسل يمكن يكون سبب في إنه يرجع عدد كبير من الناس أنهمم يقروا لكُتاب كبار كانوا علامة فارقة في الأدب المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام».
كما أوضح هشام سعيد، 20 سنة، أنه يتابع مسلسل مسار إجباري، بل ويرى أنه من أفضل الأعمال الدرامية المشاركة في السباق الرمضاني هذا العام؛ لا سيما وأن أبطاله مواهب شابة ناجحة وهما أحمد داش وعصام عمر «علي» و«حسين»، لافتًا إلى أن المسلسل يسير في إطار مثير ومشوق، وأحداثه تتصاعد بشكل مستمر من حلقة إلى أخرى ما يزيد معه من تشوق المشاهدين لموعد الحلقة التالية في كل مرة: «أحداث المسلسل مشوقة جدًا وبتسير في سياق درامي، خاصة بعد ما يعرف البطلين إن هما أخوات غير أشقاء بعد وفاة والدهما».
ملحمة شعبية مميزة
في حين رأى حربي عبدالنبي، الشهير بـ«حربي أبو دراز»، 27 سنة، محام، أن مسلسل المعلم بطولة الفنان مصطفى شعبان قمة في الاحترافية ومليئ بالجُمل التي تُشكل حِكمًا وأمثالًا شعبية بعضها متعارف عليه والبعض الآخر من تأليف السيناريست «كاتب الحوار»، إلا أن أغلبها مُحبب إلى الجمهور يتفاعل معها ويتعلَّم منها سواء أتت على لسان أبطال المسلسل من محور الخير أو الشر: «الجُمل دي بتعتمد على السجع وبتعجب الجمهور وده بيساعد في نجاح العمل أكتر وانتشاره».
ومن وجهة نظر عبدالعزيز علاء، 24 سنة، محام، فإن مسلسل حق عرب بطولة الفنان أحمد العوضي هو الأفضل في السباق الرمضاني هذا العام؛ لكونه يأتي في إطار شعبي مثير وأحداثه تتسارع بشكل ملحوظ يزيد تشوق الجمهور: «الدور لايق على العوضي بشكل كبير جدًا وكمان باقي الفنانين في المسلسل كل واحد متوظف في الزاوية بتاعته»، وأنه يتوقع للمسلسل نجاحًا كبيرًا يليق بحجم أبطاله.
الحشاشين يتربع على قمة الدراما الرمضانية
وكان لمسلسل الحشاشين بطولة الفنان كريم عبدالعزيز نصيب الأسد في آراء المشاهدين؛ لكونه يعود بالتاريخ إلى حقبة زمنية معينة في القرن الحادي عشر الميلادي ليروي قصة واحدة من أخطر الطوائف والجماعات الإرهابية وهي طائفة الحشاشين التي أسسها حسن الصباح وسكبت رعبها في قلوب قادة وجيوش عظيمة وقتئذ من خلال تنفيذ اغتيالاتٍ كثيرة كانت غاية في الدهاء والجرأة والفدائية.
«عمل درامي مُبهر جدًا».. قالتها أماني صلاح، 29 سنة، في حديثها لـ«الوطن»، مُعبرة عن إعجابها الشديد بـ مسلسل الحشاشين؛ لكونه يروي قصة تاريخية لم تتناولها الدراما من قبل، إلى جانب الأداء المميز من كل أبطاله، بداية من النجم كريم عبد العزيز، الذي يجسد شخصية حسن الصباح، مرورًا بفتحي عبد الوهاب وأحمد عيد وميرنا نور الدين وصولًا إلى باقي الفنانين المشاركين في المسلسل، فضلًا عن أماكن التصوير المميزة وضخامة الإنتاج الذي اتضح مع عرض الحلقة الأولى: «كمان حلو جدًا إنه باللهجة العامية، وفعلًا المسلسل أحداثه شيقة وتفاصيله كتيرة لدرجة مينفعش تفوتك منه لقطة لأنك مش هتعرف تكمل، وده بيخليني مشدودة له جدًا ومركزة في أحداثه».
كما أشادت ميرنا وائل، 22 سنة، باتجاه الدراما المصرية لتجسيد ما دُرس وقُرأ في الكتب، وأن مسلسل الحشاشين مثال قوي لهذا الاتجاه؛ فهو يقدم أحداثًا تاريخية عن طائفة ظهرت في القرن الحادي عشر الميلادي، وعُرفت بأساليبها القتالية واغتيالاتها الجريئة لكل من يعارضها الرأي والاعتقاد: «أنا مبسوطة جدًا إن اللي درسناه وقريناه بدأ يتجسد في مسلسلات درامية علشان دا بيساعد إن التاريخ يفضل موجود في أذهاننا ويثبت أكتر، ومبسوطة بأداء كريم عبد العزيز الشخص الي هيفضل مثلي الأعلي في حبه للفن».