رغم مرور أيام على مقتل يفجيني بريجوجين، مؤسس والقائد السابق لمجموعة فاجنر العسكرية، الذي أعلن مصرعه في تحطم الطائرة التي كانت تقله وآخرين، في رحلة من موسكو إلى سان بطرسبرج، إلا أن جنازته تحاط بالسرية والشكوك، إذ أن بعد الجدل بشأن التكريم المناسب لشخص يعتبره الكثير من الشعب الروسي «بطلا قوميا»، إلا أن الرئاسة الروسية «الكرملين» أعلن اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يعتزم حضور جنازته.
بيسكوف: لا نستطيع تحديد مكان أو موعد دفن قائد فاجنر
قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إنه لا يستطيع تحديد مكان أو موعد دفن «بريجوجين»، بعدما دعا قوميون متشددون في روسيا إلى تنظيم جنازة عسكرية لـ مؤسس فاجنر، مشيرا إلى أن هذه المسألة شأن عائلي، بحسب وكالة «أسوشيتد برس».
فيما رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن هذا التباين في المواقف يعكس ما وصفته بـ«الانقسامات المستمرة» في روسيا بشأن العملية العسكرية في أوكرانيا، إلا أن تقارير أخرى أفادت بأن يفجيني بريجوجين، سيدفن اليوم، الثلاثاء.
معلومات عن مقبرة سيرافيموفسكوي التي سيدفن فيها قائد فاجنر
وقالت وكالة «فونتانكا» الإخبارية التي تصدر من مدينة سانت بطرسبرج إن بريجوجين سيدفن، الثلاثاء، في مقبرة «سيرافيموفسكوي» بالمدينة، وهي مقبرة دفن فيها من قبل مسؤولون عسكريون كبار، ووالدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث طوقت الشرطة الروسية المقبرة لكن لم تتم إقامة أي مراسم، كما شوهدت دوريات في بعض المقابر الأخرى بالمدينة.
وبينما لا يريد الكرملين الاحتفاء بمقتل مؤسس فاجنر، فإنه يعرف كذلك أنه لا يستطيع تحمل تشويه سمعة رجل حصل على أعلى الأوسمة العسكرية لقيادة قواته في أوكرانيا وكانت له شعبية، بحسب «أسوشيتد برس».
معضلة تواجه الكرملين بعد مقتل مؤسس فاجنر
وتعكس السرية والارتباك المحيطين بجنازة زعيم فاجنر السابق وكبار مساعديه المعضلة التي تواجه الكرملين بعد تكهنات بأن مقتله كان ثأرا بعد تمرده على القيادة العسكرية في يونيو الماضي، حيث ذكرت لجنة التحقيق الروسية، الأحد الماضي، أن نتائج الاختبارات الجينية أكدت هويات الأشخاص الـ10 الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم الطائرة، الأربعاء الماضي، وأن من بينهم مؤسس مجموعة فاجنر.
وخلص تقييم أولي للاستخبارات الأمريكية إلى أن انفجارا متعمدا تسبب في تحطم الطائرة يوم 23 أغسطس الماضي، وهو ما نفاه الكرملين ووصفه بأنه «كذبة مطلقة».
واشنطن بوست: نظريات مختلفة لتحطم طائرة قائد فاجنر
وفي السياق قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إنه بينما كان الكرملين يزن مخاطر حدوث اضطرابات إذا لم يمنح قائد المجموعة، يفجيني بريجوجين، حقه باعتباره «بطلا»، إذ تحدث موالون للكرملين عن نظريات مختلفة للسبب وراء تحطم طائرته، وتهدف هذه الدعايات إلى إخماد الشكوك في تورط الكرملين، وألقى معظم هؤلاء باللوم على أوكرانيا ووكالات الاستخبارات الغربية.