قبل 50 عاما استقل «علي م ع»، القطار من أقصى الجنوب متجها للقاهرة بحثا عن باب رزق، مثل أبناء قريته الذين سبقوه وعملوا حراسا للعقارات في القاهرة، عم «علي» لم يبحث كثيرا عن عمارة ليعمل بها حارسا، حيث كان ابن عمه يعمل حارسا في منطقة جاردن سيتي، ووفر له عمل حارس لإحدى العمارات بالمنطقة.
العودة للصعيد
أحضر عم «علي» زوجته من الصعيد لكي تساعده في عمله، ومرت السنوات وأنجب 3 بنات وولدين، وبعد فترة قرر أن يعودوا جميعا للبلد حتى يتم تربية أطفاله على مبادئ القرية، وحتى يكبر أطفاله وسط عائلته، وظل «عم علي» يسافر لهم على فترات متباعدة نظرا لأهمية عمله كحارس للعقار ولا بد من وجوده بصفة مستمرة، وخاصة في منطقة الحي الراقي.
زواج الأبناء
ومرت السنوات وزوَّج «علي» أبناءه جميعا وتوفيت زوجته، ورغم تجاوزه الـ 70 عاما ولكنه كان يفضل أن يموت وهو يعمل، ولم يفضل أن يصبح «عم علي» عالة على أبنائه.
اختفاء «عم علي»
ومساء أمس وتحديدا الساعة الخامسة مساء، وأثناء عودة سكان العمارة من أعمالهم، فوجئوا بعدم وجود «علي» أمام بوابة العمارة، فاندهشوا بسبب التزامه طيلة الـ 50 عاما بتواجده وخاصة في هذا التوقيت لكي يأخذ منهم مفاتيح سياراتهم، ولكنهم اعتقدوا بأنه ذهب لشراء أي شيء.
مفاجأة.. جثة «عم علي»
وفي الساعة السابعة وأثناء نزول أحد السكان لم يجده أيضا فذهب إلى الغرفة المخصصة للبواب ليجد عم علي جثة على السرير ومغطى ببطانية، وفي البداية اعتقد أنه نائم، وعندما رفع البطانية وجده جثة هامدة.
استغاثة بالسكان وإبلاغ الشرطة
وعلى الفور، استغاث الرجل بالسكان وتم إخطار قسم شرطة قصر النيل، وتم نقل الجثة لمشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة التي قررت الكشف الظاهري وصرحت بالدفن.