تزامنا مع تتابع الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحدث مجموعة من النقاد عن أبرز الأصوات الأدبية الفلسطينية، خصوصا في الشعر والرواية، مشيرين إلى مظاهر حضور القضية الفلسطينة في الأعمال الأدبية، فضلا عن أن الوجوه التي برزت جماهيريا لم تكن الأعلى فنيا بالضرورة.
الخميسي: هناك كتابات متميزة في الأدب الفلسطيني
قال الدكتور أحمد الخميسي القاص والناقد، إن هناك كتابات متميزة في الأدب الفلسطيني، خاصة التي تمكنت من تقديم صورة متكاملة عن الإنسان الفلسطيني، ولم تقتصر على القضية فقط.
وتابع «الخميسي» لـ«الوطن»: الكاتبة الفلسطينية سميرة عزام متميزة، وكانت معاصرة ليوسف إدريس، وأعتبرها أحد مؤسسي القصة القصيرة في العالم العربي، وكتبها متاحة حاليا على الإنترنت مجانا.
وأكمل: يأتي من بعدها القفزة الثانية في الأدب الفلسطيني، رواية وقصة الأديب غسان كنفاني، وهو كاتب كبير، كذلك الكاتب جبرا إبراهيم جبرا، جيد جدا، وسحر خليفة.
وأكد رضا عطية الناقد الأدبي، أن الأدب الفلسطيني يعد تعبيرا عن القضية له تاريخ وأشكال مختلفة، تراوحت بين الرواية والشعر، وإن كان الشعر هو الأكثر انتشارا لأنه يتضمن تعبير يكاد يكون مباشر عن القضية، لذلك كان محمود درويش هو الشاعر الأشهر، وكذلك سميح القاسم في التعبير عن القضية.
وأشار إلى أن الحضور الطاغي لـ محمود درويش باعتباره شاعر القضية الفلسطينية، ربما على نحو غير مباشر أثر بالسلب، إذ حجب شعراء آخرين كانوا يستحقون مكانة أكبر، مثل زكريا محمد وغيره، وفي مرحلة متأخرة من حياته، كان يرفض أن يلقب بشاعر القضية الفلسطينية، لذلك كتب في المرحلة الأخيرة من مشواره اتجه إلى الفلسفة والوجودية مثل قصيدته «الجدارية».
ولفت إلى أن محمود درويش كتب عنه نقاد كبار أمثال رجاء النقاش، قدمه في كتاب «محمود درويش شاعر الأرض المحتلة».. كما كتب عنه الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي في 1971، مقال مهم، ما حجب شعراء فلسطينين آخرين، كان لهم اقتدار في التعبير عن القضية الفلسطينية بشكل غير مباشر، منهم الشاعر زكريا محمد الذي رحل مؤخرا.
وتابع الناقد الأدبي: الرواية الفلسطينية كان أيضا لها حضور في الساحة الثقافية العربية، لكنها بصور أقل من الشعر، لأن الشعر أسهل وأسرع في التعبير عن القضية، وأكثر إيجازا وأكثر كثافة، ومن أبرز الروائيين الفلسطيين أميل حبيبي، وهو روائي بارز وله أعمال مهمة جدا، أما كتابات غسان كنفاني، لها حضور جماهيري كبير رغم أنه في كثير من المباشرة والتكرار والتقليدية، وذلك بسبب ظروف رحيله تضاعفت جماهيريته.
وأضاف: لكن نخلص إلى أن الوجوه التي برزت في التعبير عن القضية، لم تكن من الأصوات الأعلى فنيا، نظرا لأن بعض القراء يميلون إلى تلقي الأدب الأسهل والمباشر.
ترشيحات لقراءة الأدب الفلسطيني
ومن بين الترشحات قال، من الأصوات الفلسطينة الكاتبة سحر خليفة من الأصوات الرائدة، وكذلك إلياس خوري، وفي الشعر زكريا محمد، الذي يستحق الالتفات إليه وقراءة مختلفة لأنه تمثيل للأدب الفلسطين من زوايا أخرى، لأن به عمق فلسفي وأسلوب فني مختلف في شعر ومحمود درويش في الشعر.