يظل طول العمر الاستثنائي، والأشخاص المعمرين، موضوعا رائعًا لأجيال عديدة، ما دفع العلماء إلى دراسة العوامل التي تساعد بعض الأشخاص على العيش حتى سن 100 عام أو أكثر، ليكتشفوا مفاجآت في هذا الشأن، وأن هناك سمات مشتركة بينهم، بعد فحص الملامح الدموية لهم.
اكتشفت الدراسة، أن المعمرين الذين يعيشون حتى 100 عام، لديهم مستويات أقل من الكرياتينين والجلوكوز وحمض البوليك في دمهم، مقارنة بأولئك الذين لديهم عمر أقصر نسبيًا.
لماذا يعيش بعض البشر إلى عمر 100 عام؟
يمكن ملاحظة الاختلافات في المؤشرات الحيوية للدم، بدءًا من سن 65 عامًا فصاعدًا، وفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة «GeroScience».
وحلل الباحثون 12 مؤشرًا حيويًا لدى 44636 مشاركًا من السجل السويدي، بين عامي 1985 و1996، وتابعوهم حتى عام 2020.
وجرى ربط جميع المؤشرات الحيوية بالشيخوخة أو الوفيات في الدراسات السابقة، وكانت مؤشرا على الالتهاب والتمثيل الغذائي ووظائف الكبد والكلى، فضلا عن احتمالية سوء التغذية وفقر الدم، التي شملت حمض اليوريك والكرياتينين كمقاييس لوظائف الكلى.
ومن بين إجمالي المشاركين، عاش 1224 شخصا حتى 100 عام.
كانت نسبة النساء أعلى بين المعمرين (84.6%) مقارنة بمن لم يتجاوزوا المائة (61.2%).
اكتشاف عوامل مشتركة بين المعمرين
الدراسة كشفت أن قصور القلب الاحتقاني هو السبب الأكثر شيوعا للمرض بين المشاركين، حيث بلغ معدله 8.7% لدى الأشخاص الذين لم يتجاوزوا المائة عام، و2.6% لدى الأشخاص الذين تجاوزوا المائة عام.
كان لدى المعمرين ارتباط بجميع المؤشرات الحيوية، باستثناء عاملين.
وكتب الباحثون في الدراسة: «لقد وجدنا أن جميع المؤشرات الحيوية المضمنة باستثناء ALAT والألبومين كانت تنبئ باحتمالية الوصول إلى سن 100 عام، كانت الاختلافات في القيم المتوسطة بين المعمرين وغير المعمرين، أكثر وضوحًا بالنسبة للكرياتينين وحمض البوليك، ومع ذلك، لا تختلف إحصائيًا بشكل ملحوظ في جميع الفئات العمرية».
نادرا ما يظهر المعمرون قيما عالية أو منخفضة جدا للمؤشرات الحيوية في الدم، حيث يشير الاختلاف بين المعمرين وغير المعمرين، من سن 65 عامًا فصاعدًا، إلى أن العوامل الوراثية، وكذلك عوامل نمط الحياة القابلة للتعديل، قد تلعب دورًا مهمًا في طول العمر الاستثنائي.