قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنَّ الحكمة الجلية الواضحة من العيد في الإسلام أنَّه استراحة بعد مشقة وأن يرى الناس من أمر نعمته – سبحانه – وفضله وبركته ورحمته بهم وخيره، وجعل لهم مواسم يستريحون فيها ويستمتعون بحياتهم بعد أن بذلوا جهدًا كبيرًا في عبادته – سبحانه وتعالى، «العيد يأتي دائماً بعد عبادة أخذت مسافة من الزمن ومشقة بدنية كبيرة على من وفقه الله – سبحانه- لهذه الطاعة».
فخر: جعل الله العيد في الإسلام بعد مواسم العبادات
وأضاف «فخر» خلال استضافته ببرنامج «فتاوي الناس» على شاشة «قناة الناس»، أنه دائماً جعل الله العيد في الإسلام بعد مواسم العبادات، موضحاً دلالة كلمة «العيد» التي جاءت من الاعتياد أو العود «كل شيء له عادة أو عود عام بعد عام أو أسبوع بعد أسبوع في مواسم معينة هذا يُسمى عيد، وشرَّع الله – عز وجل – العيد في مواسم ومواعيد اعتادها الناس، وجعلها الله – سبحانه – كذلك حتى يعتاد العباد على مواسم الطاعات والخير والنفحات والبركات».
العيد دائماً يأتي بعد عبادة أخذت مساحة كبيرة من الزمن
تابع أمين الفتوى بدار الإفتاء: «تأمل الأعياد في الإسلام والمناسبات يعلمنا أن العيد دائماً يأتي بعد عبادة أخذت مساحة كبيرة من الزمن، فعندنا عيد الفطر يجيء بعد شهر رمضان و30 يوما عبادة.. فيه صيام ومشقة وجهد وتعب وكما قال سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- «كتب عليكم صيام نهاره وسننت لكم قيام ليله»، والإنسان في شهر رمضان نهاره صائم وليله قائم فهو في عبادة متواصلة مع الله طوال الشهر.. ليشرع الله لنا عيداً بعد شهر رمضان.
وأوضح: وفي الحج يذهب الحجيج إلى بيت الله الحرام ويقطعون مسافات طويلة حتى يبلغوا بيت الله الحرام ثم يتنقلون هناك بين المناسك بين «منى» و«مزدلفة» و«عرفة» وعودة إلى مكة وطواف الإفاضة والسعي وهكذا، وكلها مناسك تحتاج إلى جهد بدني وإلى وقت زمني وإلى مبيت خارج الديار ومشقة وسفر وإنفاق أموال كثيرة فجعل الله – عز وجل – لهم عيداً بعد ذلك لا يحتفلون به وحدهم كحجيج وإنما تحتفل الأمة الإسلامية كلها بهذا العيد».