في كل عام يكون الحدث الأبرز في كنيسة القيامة بالقدس، ظهور النور المقدس واحتفاء كافة الطوائف به وسط عشرات الآلاف من الحجيج والزوار، ولإتمام الاحتفال هناك جنود مجهولون يعملون على تنظيم اليوم، وإكمال أجواء العيد بدق الطبول في شوارع المدينة المقدسة احتفالا وابتهاجا بسبت النور العظيم، لكن وبسبب حرب الإبادة الجماعية على غزة تتقلص المهام وتجد فرق الكشافة نفسها في وضع جديد.
الاستعدادات لهذا العام أقل من أي سنة سابقة
يقول سليمان ترزي، قائد مجموعة كشافة نادي الاتحاد الأرثوذكسي العربي بالقدس، المجموعة الوحيدة في العالم صاحبة ترتيبات سبت النور، إن الاستعدادات لهذا العام أقل بكثير من أي سنة سابقة، كونها فقط احتفال ديني ولا وجود لفرق العزف، ولا لأي مظاهر احتفالية، ما يخفف العبء سواء من ناحية الترتيبات الاحتفالية أو تزيين حارة النصارى المتاخمة لكنيسة القيامة، أو حتى تدربيات العزف.
وأوضح قائد المجموعة في حديثه لـ«الوطن» أن دور مجموعة الكشافة في احتفالات سبت النور، هي جزء من «الساتيسكو» حيث إنها المجموعة الوحيدة في العالم التي تمتلك حق الترتيبات لسبت النور، ودعوة باقي المجموعات للمشاركة في هذا الاحتفال الديني، الذي يعد أهم عقيدة في الإيمان المسيحي المتمثلة في القيامة، موضحا أن واجب المجموعة هو إيصال النور إلى بيوت المحتفلين في مدينة القدس، إضافة إلى إدخال البهجة والسرور من خلال فرقتها الموسيقية التي تجوب شوارع المدينة المقدسة احتفالا وابتهاجا بسبت النور العظيم، وهذا الواجب متوارث من قادة المجموعة منذ عام 1942، كما أنه من واجبات المجموعة أيضا مرافقة كهنة الرعية ومختار الطائفة الأرثوذكسية ورجال الطائفة ورجال الزفة إلى كنيسة القيامة، مؤكدا أن الهدف من وجودهم هو للمحافظة على حقوق الطائفة في مثل هذا اليوم، رغم التضيقات التي تمارسها شرطة الاحتلال المتمثلة في الحواجز الشرطية.
اقتصار الاحتفال على المسير الديني وتوزيع النور المقدس
وأشار ترزي، إلى أنه بسبب الحرب الدائرة في غزة، فإن الاحتفال سيقتصر على المسير الديني وتوزيع النور المقدس على المؤمنين بدون أي مشاركة للفرقة الموسيقية وبدون أي مظاهر احتفالية، في ظل الظرف الذي تعاني منها مدينة غزة والحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن ذلك أقل واجب يقدم لغزة وأهلها بأن تقتصر على الاحتفالات الدينية وهذا هو الرأي العام السائد لدى جميع الشعب الفلسطيني.
من جانبه يقول المهندس نهاد الهواش، المتحدث الإعلامي باسم لجنة وكلاء كنيسة الآباء الأجداد في بيت ساحور القريبة من بين لحم، إنه يشعر بفخر شديد على قرار الكنيسة باقتصار الأعياد على الطقوس الدينية، والذي يؤكد وحدة الشعب الفلسطيني بالدم والوجع والأهداف والآمال، مشيرا إلى أن سيتم استقبال هذا العيد كما عيد الميلاد الماضي بأجواء مليئة بالحزن على ما يمر به شعبنا في قطاع غزة من عدوان همجي غير مسبوق.
وأوضح الهواش في تصريحاته لـ«الوطن» إنه في السنوات السابقة كانوا يستقبلون هذا العيد منذ يوم أحد الشعانين، أي الأحد السابق لعيد القيامة وحتى يوم عيد القيامة العظيم، وكانت الكنيسة تقوم باستعراض كشفي يطوف منطقة وسط البلد القريب من الكنيسة بحضور شخصيات وعائلات المدينة، ويوم سبت النور يقوم أبناء المدينة وزوارها باستقبال النور المقدس في ساحة بلدية بيت ساحور، ومشيا بمسيرة مهيبة لغاية كنيسة الآباء الأجداد تتقدمهم المجموعات الكشفية الثلاث في المدينة، وبعد الوصول للكنيسة وإشعال النور داخلها يقوم المؤمنين بإضاءة شموعهم وقناديلهم لإيصالها للبيوت، لكن هذه السنة سيقتصر فقط على وصول النور للكنيسة دون أي مجموعات كشفية أو استعراضات تذكر.
وكشافة نادي الاتحاد الأرثوذكسي العربي بالقدس، هي حركة شبابية تربوية تطوعية عالمية غير سياسية، هدفها تنمية الشباب دينياً وكشفياً وبدنيًا وثقافيًا، تأسست سنة 1942، وتتبع نادي الاتحاد الأرثوذكسي العربي بالقدس في حي البقعة في مدينة القدس، وهي إحدى أهم اللجان العاملة في النادي.