حالة من الحزن والألم، سيطرت على جامعة الأزهر، سواء أساتذتها أو طلابها أو العاملين بها، بعد وفاة الأستاذ محمد قاسم السمني، فهو كان بمثابة الأب للجميع كبيرا وصغيرا، وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي من الطلبة صورة بالمواقف الإنسانية للسمني «مكناش مصدقين خبر وفاته كان أعظم إنسان في الدنيا ربنا يرحمه ويجعل اللي كان بيعمله في ميزان حسناته»، حسب رواية بعض طلابه.
مواقف جمعت الأستاذ السمني بطلابه
روى بعض الطلاب بعض المواقف التي جمعتهم بالدكتور محمد قاسم السمني، أستاذ هندسه الأساسات بقسم الهندسة المدنية خلال حديثهم مع «الوطن»، من بينهم مصطفى خليل: «المحاضرة بتاعته كانت الساعة 8.5 ومكانش بيديها لينا في المدرج، عشان يخفف علينا سواء بالمكان أو الأسلوب الممتع فكان بيديها لينا في قاعة المناقشات».
وتابع «مصطفى»، أن الدكتور محمد السمني، كان أستاذا بدرجة أب سواء للطلاب أو العاملين بالجامعة، موضحا أن أشهر مواقفه التي يعرفه بها الجميع، كانت تحدث بشكل شبه يومي مع بدء اليوم الدراسي، حين كان يدخل عليه «عم عبد الحافظ» وفي يده فنجان القهوة، فكان الأستاذ لا يسمح له بالخروج بعد أن يمنحه الكثير من المال، ليوزعه على عمال وعاملات النظافة، «كان بيأكد عليه ميناسش البنات العاملات في النظافة».
رحل الجسد وبقي الأثر الطيب
«كان يقول لنا أنا مش بساعدكم انتو، أنا بساعد أهاليكم اللي بيدفعوا دم قلبهم عشان تيجوا هنا وتتعلموا» حسب «مصطفى»، مبينا أن الأستاذ محمد قاسم السمني رحل ولكن أثره الطيب بقي يتردد في أنحاء الجامعة وداخل بيت كل طالب من طلابه.
وأضاف مصطفى حمادة، أن الأستاذ محمد قاسم السني له العديد من المواقف التي أثرت في الطلاب، «كان متواضع إلى أبعد الحدود، ودايما كان يهزر مع عمال النظافة ويكرمهم، وكان محبوب من الجميع»، مشيرا إلى أن جميع الطلاب كانوا في حالة حزن بعد سماعهم خبر وفاة الأب الروحي للجامعة بأكملها.
الابتسامة وجبر الخاطر من الدكتور السمني
«أول ما بندخل المحاضرة كان بياخد عدد الحضور مش عشان يأذي اللي محضرش لا كان علشان يعرف عدد الناس كام ويدي نسخة من المحاضرة لمندوب الدفعة ويديله فلوس بعددنا ويكلفه يطبع المحاضرة ويغلفها بطريقة شيك ومحترمة ويوزعها علينا»، حسب حديث محمود البنا، موضحا أن المواقف المذكورة على صفحات التواصل الاجتماعي لا شيء يذكر بجانب مواقفه المجهولة، يكفي ابتسامته وكلماته التي تجبر بخاطر الطلبة.