أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى يناير 2019، مبادرة غير مسبوقة تحت عنوان «حياة كريمة»، لتغيير حياة الشعب الذى وصفه بـ«البطل»، وتحديداً الأسر الأوْلى بالرعاية وأهالى القرى الأكثر فقراً.
وعلى قدمٍ وساق انطلق قطار «حياة كريمة» من محطة الأحلام بأقصى سرعة ليتجاوز عدة محطات بسرعة مذهلة حتى وصل إلى محطة الحقائق، وتحولت المبادرة الرئاسية إلى أكبر مشروع قومى فى مصر بتكلفة استثمارية تتجاوز 800 مليار جنيه، ويزيد عدد المستفيدين من المبادرة على 58 مليون مواطن فى قرى مصر. والمرحلة الأولى من المبادرة انتهت حسب المخطط لها وبمعدلات إنجاز غير مسبوقة.
المشروع يستهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد من خلال تطوير خدمات التعليم والصحة والبنية الأساسية وزيادة الدخل بالقرى الأكثر فقرا
حوّلت القرى من أطلال إلى مناطق نموذجية تنعم بكل الخدمات وتتمتع بـ«حياة كريمة» ومع بداية عام 2023 تستعد المبادرة لإطلاق المرحلة الثانية فى المراكز والقرى والنجوع والعزب والتوابع.
محاولة جادة وغير مسبوقة من الدولة لتغيير الأوضاع المعيشية وإحداث نقلة نوعية فى الريف وتحقيق التمكين الاقتصادى والاجتماعى للأهالى
وتتنوع الخدمات المقدمة بين مشروعات السكن الكريم والبنية الأساسية والتعليم والصحة والزراعة والرياضة وتبطين الترع وإنشاء مجمعات خدمية، والتمكين الاقتصادى والاجتماعى للأهالى، فى محاولة جادة وغير مسبوقة لتغيير الأوضاع المعيشية وإحداث نقلة نوعية فى الريف. «الوطن» استضافت أول ندوة صحفية لقيادات مؤسسة «حياة كريمة» من شباب كانوا جزءاً من الحلم منذ اللحظة الأولى بمشاركة الدكتورة آية عمر رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة، والدكتورة غادة البهنساوى رئيس المركز الإعلامى للمؤسسة. وناقش المتحدثون فى الندوة مراحل خروج المبادرة الرئاسية إلى النور، ونسب تنفيذ مشروعات المرحلة الأولى، واستعرضوا المبادرات التى تتم بالتوازى مع المبادرة الرئاسية، واستعدادات المرحلة الثانية، إضافة إلى الدور الذى تلعبه «حياة كريمة» فى دعم الحوار الوطنى والمجتمعى، وجهودها ضمن التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، والدور التاريخى الذى تقوم به مبادرة «ابدأ» لتوطين الصناعة المصرية، التى تُعتبر «حياة كريمة» شريكاً رئيسياً فيها.
المبادرة «دُرة تاج» المشروعات القومية فى عهد «السيسى»
فى البداية رحب الكاتب الصحفى أحمد الخطيب، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، بالقيادات الشابة لمؤسسة «حياة كريمة»، مؤكداً حرص الجريدة على دعم هذا المشروع القومى منذ لحظات ميلاده الأولى بمجرد إطلاقه من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقامت الجريدة بالتوسع فى تغطية أنشطته ومشروعاته ميدانياً على الأرض فى كافة المحافظات وأفردت له مساحات واسعة بشكل شبه يومى. وأضاف «الخطيب» أن كل نظام سياسى يقدم مشروعاً أو إنجازاً يكون درة التاج لبقية المشروعات والإنجازات التى يحققها، حيث كان مشروع السد العالى درة التاج لمشروعات الرئيس جمال عبدالناصر، وكان انتصار أكتوبر المجيد درة الإنجازات للرئيس محمد أنور السادات، فيما يأتى مشروع «حياة كريمة» حالياً كدرة تاج للمشروعات والإنجازات التى تشهدها مصر خلال حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى.
أحمد الخطيب:
– الجريدة دعمت الفكرة منذ لحظة ميلادها وتوسعت فى تغطية أنشطتها ومشروعاتها ميدانياً على الأرض فى جميع المحافظات لرصد التغيير فى حياة الناس
– المبادرة مشروع القرن و«دُرة تاج» المشروعات القومية فى عهد «السيسى».. وأسهمت فى تغيير حياة المصريين
– الإرادة السياسية أكبر داعم للنجاح.. وشباب البرنامج الرئاسى كان صاحب الحلم والتجربة وقدم إنجازاً غير مسبوق أشاد به العالم كله
وأكد رئيس تحرير «الوطن» أن مشروع حياة كريمة يستحق أن يوصف بأنه مشروع القرن، لأنه يسهم فى تغيير حياة المصريين فى المراكز والقرى والتوابع بجميع المحافظات، مشيداً بالإرادة السياسية الداعمة لنجاح هذا المشروع القومى، ودور الشباب من خريجى البرنامج الرئاسى الذى كان صاحب الحلم والتجربة واستطاع بالفعل أن يقدم إنجازاً غير مسبوق أشاد به العالم كله فى مختلف المناسبات الدولية.
بداية رحلة حلم الحياة الكريمة لكل المصريين
آية عمر:
– قمنا بدراسات لمدة 7 أشهر فى القرى الأكثر احتياجاً وجمعنا كل الجهود فى بوتقة واحدة.. واستهدفنا 375 قرية تجريبياً
– إيمان الرئيس بالشباب سبب خروج المبادرة إلى النور ونجاحها
– وقسَّمنا القرى إلى 3 مراحل وفق معايير علمية ومنهجية تتضمن نسب الفقر والتعداد السكانى والبعد الجغرافى
– مبادرة «ابدأ» فكرة مبتكرة لضمان استدامة الحياة الكريمة وهدفها التمكين الاقتصادى ودراسة الفرص الاستثمارية على مستوى الجمهورية
بدأت الندوة بالحديث عن بداية «حياة كريمة» من حيث الفكرة والنشأة والتطور، وقالت الدكتورة آية عمر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة، إن فكرة «حياة كريمة» كانت مبنية على أن هناك عملية إصلاح اقتصادى مهمة وضرورية تتم فى مصر، لكن ربما يتضرر منها العديد من فئات الشعب الأكثر احتياجاً، أو المواطنين البسطاء، وبناء عليه وبعد الدراسة المستفيضة عُرضت على الرئيس السيسى مجموعة من توصيات الشباب فى آخر كل مؤتمر من مؤتمرات الشباب، وكانت مبادرة حياة كريمة إحدى التوصيات التى تم طرحها على الرئيس، وهى أن يتم إطلاق مبادرة وطنية تهدف إلى التخفيف عن كاهل المواطن المصرى البسيط فى كافة القرى لأن 60% من تقسيم مصر الإدارى يضم الريف، ولهذا تم استهداف الريف لأنه يتمركز به أعلى نسب الفقر فى مصر، وبناء عليه أطلق الرئيس فى 2 يناير 2019 دعوة لجميع مؤسسات الدولة، بما فيها مؤسسات المجتمع المدنى، ورجال الأعمال، والحكومة، والمؤسسات التنموية، للانضمام إلى إطلاق مبادرة وطنية، لتوحيد كافة الجهود بها، كى تؤتى ثمارها بأعلى قدر يفيد المواطن، وكان حظنا جيداً لأننا من شباب خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة الذى يهدف لتأهيل الشباب لتولى المسئولية والقيادة السياسية فى سن صغيرة، خاصة أن عدد الشباب يمثل أكثر من 40% من سكان مصر، وكان يجمع كافة أطياف الشعب فى كافة المجالات ويؤهلهم للتخصصات الإدارية والعمل العام، والعمل المجتمعى، وبناء عليه قمنا بالعديد من الدراسات لمدة 7 أشهر، من خلال الجولات بالقرى الأكثر احتياجاً، وإطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى الدعوة كان موجهاً لكل الأجهزة ومؤسسات المجتمع المدنى، والحكومة، ورجال الأعمال، والمؤسسات التنموية، بهدف تجميع جميع الجهود فى بوتقة واحدة وهى مبادرة «حياة كريمة».
توحيد جهود المجتمع الأهلى فى مواجهة الفقر
وأضافت «آية» أن الهدف من مبادرة حياة كريمة كان تجميع جهود كافة المؤسسات والجهات وتوحيد الدعم المقدم للمواطن، حتى لا يتم تكرار الخدمة المقدمة من قبَل الجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى، وبالتالى إهدار الموارد، مضيفة أنه بعد إجراء الدراسات كان هناك العديد من المشكلات الموجودة على أرض الواقع، فنسب الفقر مرتفعة جداً فى الريف، وبجانب ذلك تُبذل العديد من الجهود التى لا يشعر بها المواطن، نظراً لتكرار الخدمة المقدمة له، نتيجة غياب التنسيق بين الجهات، مشيرة إلى أن تلك الجهود لم يكن بها ضمان استدامة لها لتوفير حياة متكاملة للفرد يستطيع أن يوفر لأسرته من خلالها حياة كريمة مؤمّنة، ومن هنا جاء اسم المبادرة، وكان وليد الحالة واللحظة، فـ«حياة كريمة» تلخص كل ما تحمله من معنى من خلال تطوير البنية التحتية، الصحة، التعليم، والمرافق الأساسية، وأجريت الدراسات الميدانية لدراسة احتياجات القرى وأوضاعها، ولمواجهة الفقر متعدد الأبعاد.
من حلم للشباب إلى مؤسسة بدعم من الرئيس
وتابعت: «فريق العمل بدأ مكوناً من 3 أفراد ثم خمسة حتى وصل إلى 800 فرد متطوع، ثم زاد العدد إلى 1600 فرد، وطرحنا استمارة بحث ميدانى لأوضاع القرى والأسر، وشاركت فى البداية وزارات التضامن الاجتماعى، التنمية المحلية، التخطيط والتنمية الاقتصادية فى مشارف إطلاق هذه المبادرة، وأنشئت مؤسسة حياة كريمة لكى يكون هناك كيان رسمى للشباب المتطوع فى المبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبعد دراسة هذه الاحتياجات، حددنا أولويات الاستهداف بناء على مؤشرات الفقر الصادرة عن التعبئة العامة والإحصاء ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، استهدفنا 375 قرية من الأكثر فقراً فى المرحلة التجريبية، والتى وصلت نسب الفقر بها لأعلى من 90%، ولم تستهدف المبادرة فقر الدخل فقط، ولكن مواجهة الفقر متعدد الأبعاد، سواء فقر الخدمات، والمرافق الأساسية، والبنية التحتية، والتعليم، والصحة، والدخل، وواجهنا العديد من الصعوبات فى التنفيذ، وكانت تلك المرحلة مهمة، تمكنا من خلالها من رصد العقبات التى تواجهنا للعمل على حلها فى المرحلة الأولى، واستفاد من تلك المرحلة 4.5 مليون مواطن وبلغت تكلفتها 13.5 مليار جنيه، استهدفنا خلالها السكن الكريم والبنية التحتية والصحة والتعليم.
تدشين المشروع فى المؤتمر الوطنى السابع للشباب
واستطردت: «تم طرح فكرة المبادرة متكاملة على المؤتمر السابع الوطنى للشباب فى العاصمة الإدارية الجديدة، من خلال جلسة شاركت بها «حياة كريمة» لطرح رؤيتها بالتعاون مع الجهات الشريكة، وكيفية توحيد الجهود بالتعاون مع الشركات ورجال الأعمال، وجذب أطراف الشعب للالتفاف حول المشروع القومى «حياة كريمة» وأطلقنا آنذاك بعض التوصيات، منها إطلاق مبادرة رئاسية لمشروع قومى يضم «حياة كريمة» لإلغاء ما يواجهنا من صعوبات فى عمليات الترخيص والرسوم الإدارية التى تؤدى لعرقلة العديد من المشروعات، وبالفعل فى عام 2020 تم العرض مرة أخرى على رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، وكافة الجهات المعنية والوزارات حتى تطلق المرحلة الأولى، وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى تكفله بمتابعة المشروع لحظة بلحظة والاطلاع على الموقف التنفيذى بالاجتماع مع كافة الجهات المعنية والمسئولة، وبناء عليه تم تخصيص غرفة عمليات لمشروع حياة كريمة فى الرئاسة لمتابعة المبادرة، من خلال فتح «زوم كوول» مع كافة المنسقين الميدانيين الذين وقع عليهم الاختيار، وعرض آخر تطورات المشروعات بشكل مباشر على الرئيس.
وأكدت: «حياة كريمة كانت حلماً لم نتوقع أن نصل إليه حتى هذه اللحظة، دون جهود الشباب، ولولا إيمان القيادة السياسية والرئيس بالشباب فى هذا الوقت الحرج لما خرجت «حياة كريمة» للنور، ولما كان لها أى وجود، فتمكين الشباب فى القيادة كما يحدث فى عهد الرئيس السيسى هو الدافع الأكبر لاستمرار مشروعات حياة كريمة».
«كتائب المتطوعين» جنود على أرض الواقع
غادة البهنساوى:
– عدد المتطوعين تجاوز 36 ألفاً وهم فى زيادة مستمرة ونعمل على تدريبهم وتأهيلهم لأنهم ساهموا فى نجاح المبادرة
– نستهدف بناء الإنسان إلى جانب تطوير البنية التحتية والخدمات.. و«يدوم الفرح» جهزت 800 عروسة فى 7 محافظات حتى الآن وننظم دورات تدريبية للمقبلين على الزواج
– أطلقنا الحوار المجتمعى استجابة لدعوة مجلس الأمناء والتقينا شباب الجامعات فى 27 محافظة للاستماع لآرائهم
وعن كتائب متطوعى «حياة كريمة»، قالت الدكتورة غادة البهنساوى، رئيس المركز الإعلامى لمؤسسة حياة كريمة، إن المتطوعين لعبوا دوراً أساسياً فى إنجاح مبادرة حياة كريمة، التى تعتمد بالأساس على التطوع، فرحلة بداية المبادرة الرئاسية بدأت بمجموعة من المتطوعين.
وأضافت: «وصولاً إلى هذه اللحظة جميعنا متطوعون فى مؤسسة حياة كريمة، فالمشروع نسبة كبيرة منه شباب وقائم عليهم، ولا يوجد أى متطوع داخل المؤسسة يتقاضى أجراً، سواء فى المؤسسة أو ميدانى فى كافة محافظات الجمهورية، ومؤسسة حياة كريمة هى المظلة الرسمية للشباب المتطوع فى المشروع القومى الذين تخطى عددهم 36 ألف متطوع حتى الآن، مشيرة إلى أن العدد فى زيادة مستمرة، ونعمل على تدريبهم بأفضل برامج التدريب وفق المعايير الدولية».
أرقام غير مسبوقة.. والشباب «الدينامو» الأساسى للمشروع
وتابعت «غادة»: «حياة كريمة» تُعد حلقة الوصل بين جميع المؤسسات والوزارات، فالمشروع يخدم ما يقرب من 60 مليون مواطن، أى أكثر من نصف سكان مصر، بتكلفة تخطت 800 مليار جنيه، فى مدة زمنية محددة، وهى أرقام غير مسبوقة فى أى مشروع فى العالم، مؤكدة أن الشباب يُعد الدينامو الأساسى للمشروع الرئاسى، فالرئيس لديه رؤية واسعة تجاه الشباب تتحقق كل يوم، لهذا أسند المشروع إليهم، لضمان استمرارية نجاحه، والشباب المتطوع لديه حماس كبير ونفَس طويل جعلهم قادرين على متابعة المشروعات لحظة بلحظة دون كلل أو ملل للوصول إلى الصورة المشرّفة التى نشاهدها اليوم على أرض الواقع، فالمتطوعون أساس المشروع وجاءت النواة من البرنامج الرئاسى، مؤكدة أن المشروع لم يقتصر على خريجى البرنامج الرئاسى فقط، ولكن تطور الآن إلى أن مؤسسة حياة كريمة بدأت فى عقد ندوات وحوارات بالجامعات المصرية لحث الشباب على المشاركة فى العمل التطوعى.
معايير علمية ومنهجية فى اختيار القرى المستفيدة
ورداً على سؤال حول معايير اختيار القرى المدرجة تحت مظلة «حياة كريمة»، قالت آية عمر، إنه كانت هناك معايير علمية ومنهجية فى اختيار القرى المستفيدة من المبادرة، وهى أحد أهم جوانب المشروع، حرصوا منذ اللحظة الأولى على أن يتم تداولها بجميع الجهات على نفس الشاكلة، فعند إنشاء لجنة تيسرية وتنظيمية برئاسة رئيس مجلس الوزراء لإدارة المبادرة، تم إشراك مؤسسة حياة كريمة باعتبارها مؤسسة المجتمع المدنى الوحيدة الموجودة ضمن إدارة هذه اللجنة بين أكثر من 19 وزارة وهيئة، للتوافق على تحديد معايير القرى المستهدفة، بداية من دراسة أولوية الفقر، إذ تنقسم نسبة الفقر إلى 3 مراحل، الأولى نسب الفقر الأعلى من 70%، الثانية من 50% إلى 70%، والثالثة نسب الفقر الأقل من 50%، وتختلف كل نسبة فى تدخلاتها حسب الاحتياجات التى تتطلبها، فالأماكن التى بلغت نسب الفقر بها أعلى من 70% تحتاج إلى تدخلات ضخمة وبالتالى تحتاج لحشد كافة الجهات والتعاون فيما بينها من أجل إتمام المشروعات المستهدفة، ويُعد هذا أحد أهم المعايير.
وأشارت إلى أن المعيار الثانى هو التعداد السكانى والبعد الجغرافى، إلى جانب دراسة الظواهر الاجتماعية والموارد الطبيعية الموجودة بكل مركز وقرية، لاستغلالها على أكمل وجه، من خلال دراسة طبيعة كل قرية والزراعة التى تعتمد عليها، وحرفة الأهالى، للوقوف على طبيعة المشروعات التى تناسب كل مكان وسكانه.
وتابعت: «أولوية التدخل هى الأماكن التى تتمركز بها نسب الفقر الأعلى، وشملت المعايير دراسة نسب البطالة، ونسب المرأة المعيلة، وهذا أمر مهم للمؤسسة لتحديد أولوياتها، فكانت تلك أهم المعايير التى وُضعت كأولوية للتدخلات التى تجريها مؤسسة حياة كريمة، واستهدفت المرحلة الأولى 52 مركزاً بواقع 1475 قرية.
نسب الإنجاز فى مشروعات المرحلة الأولى بالأرقام
نسب التنفيذ فى المرحلة الأولى تتجاوز 66% من الإجمالى العام وتصل إلى 90% فى بعض المحاور مثل المجمعات الحكومية والزراعية ومياه الشرب
وواصلت رئيس مجلس الأمناء الحديث عن نسب تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية، مشيرة إلى أن نسب التنفيذ بالمرحلة الأولى وصلت لأكثر من 66% من الإجمالى العام للمرحلة الأولى، ووصلت بعض المحاور إلى نسب تنفيذ أعلى من 90% كالمجمعات الحكومية، المجمعات الزراعية، المدارس، المحور الخاص بمياه الشرب، وتُعد تلك المحاور من أعلى نسب التنفيذ فى كافة القرى، تليها محاور الصرف الصحى وتبطين الترع التى وصلت نسب الإنجاز بها إلى أعلى من 70%، وتنفذ هذه المشروعات، خاصة البنية التحتية والإنشاءات، جهتان وهما وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية من خلال الجهاز المركزى للتعمير الذى يتولى أعمال 10 محافظات من إجمالى الـ20 محافظة المندرجة ضمن المرحلة الأولى، بالإضافة إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التى تتولى أعمال المناطق الخاصة بها فى باقى محافظات المرحلة الأولى.
13 مبادرة فرعية ترسم البهجة على الوجوه
وانتقلت غادة البهنساوى إلى الحديث عن مبادرة «يدوم الفرح» وهى من المبادرات المنبثقة عن «حياة كريمة» لإكمال عملية بناء الإنسان، وقالت إن «حياة كريمة» ليست مجرد مبادرة أو مشروع قومى لتحسين البنية الأساسية، ولكنها تستهدف بناء الإنسان إلى جانب البنية التحتية، وهدفها الأسمى رسم البسمة على وجوه الأسر، فشعار «حياة كريمة» هو مجرد بسمة ليعبّر عن الهدف الأسمى للمبادرة، ولولا أن المؤسسة لمست فرحة المواطن أثناء الجولات الميدانية لما تمكنا من تحقيق هذه النجاحات، حيث تقوم فرق متطوعى «حياة كريمة» برصد مطالب الأسر للعمل على تحقيقها، ونجاح المبادرة يكمن فى مصداقيتها، وتمكنها من تحقيق الحياة الكريمة للمواطن بشتى صورها.
وتابعت: «أطلقنا عدداً من المبادرات بالتوازى مع «حياة كريمة»، منها مبادرة «يدوم الفرح»، التى تستهدف تجهيز العرائس اليتيمات فى كافة محافظات الجمهورية، وتتم تباعاً فى كل محافظة على حدة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى، ونجحت المبادرة فى تجهيز 800 عروسة فى 7 محافظات، ونستهدف الوصول لعدد أكبر خلال الفترة القادمة، ويشمل تجهيز العروسة بالأجهزة الكهربائية الأساسية، وشنطة بها متطلبات العروسة، بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية للمقبلين على الزواج بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة والأزهر والكنيسة، للتوعية بالحياة الأسرية وكيفية إدارتها.
ورداً على سؤال حول عدد المبادرات التى أُطلقت بالتوازى مع «حياة كريمة»، قالت آية عمر: منذ إطلاق مؤسسة حياة كريمة نفذنا ما يقرب من 13 مبادرة بالتوازى مع المبادرة الرئاسية لخدمة الفئات الأوْلى بالرعاية من الناحية الإنسانية، فى جميع قرى «حياة كريمة»، وهى «رد الجميل»، «التصالح حياة»، و«صل الخير» التى أُطلقت على 4 مراحل، «قطار الخير»، «حماية»، «ابدأ حياة»، «راجعين نتعلم»، «التعليم حياة»، «بالوعى مصر تتغير»، و«يدوم الفرح».
الحوار الوطنى.. رؤية مستقبلية لحل المشكلات
وتطرقت الندوة إلى الحديث عن فكرة الحوار المجتمعى والحوار الوطنى وأهمية الندوات والمؤتمرات التى تعقدها «حياة كريمة»، وعن ذلك قالت آية عمر إن الحوار الوطنى أُطلق من أجل تجميع كافة أطياف الشعب، للتشارك فى حل القضايا والمشكلات التى تواجه الوطن، فى ظل الظروف الراهنة، بالإضافة إلى التعاون فى وضع الرؤية المستقبلية بحل المشكلات والقضايا الراهنة، بعد طرح المناقشات وإبداء الآراء والحلول، مشيرة إلى أن «حياة كريمة» أطلقت الحوار المجتمعى فى شهر نوفمبر، ويستمر حتى فبراير القادم، لقياس مدى رضا المواطن عما أنجزته «حياة كريمة»، والمستهدف تحقيقه فى قرى المرحلة الثانية من خلال رصد مطالب الأهالى خلال الحوارات المجتمعية، إذ يقوم على الحوار المجتمعى عدد كبير من المتطوعين، فكان الحوار المجتمعى حلقة مفقودة من قبل فى كافة المشروعات، وكان التخطيط يتم على نطاق مركزى، ولا ينتقل إلى المستوى اللامركزى، أو المحافظات، فكان دائماً هناك حلقة مفقودة، فالمشروعات المقدمة من الدولة لم يلمسها المواطن كونها لا تلبى احتياجاته التى يتطلع إليها، ومن خلال الحوار المجتمعى لمسنا المشكلات التى تواجه الأهالى على أرض الواقع، واحتياجاتهم، من أجل طرحها على الجهات المركزية التى تقوم بعمليات التدخل لإعادة هيكلة التدخلات بما يخدم المواطن بصورة أكبر وبناء على احتياجاته، فهناك جدول أسبوعى للحوارات المجتمعية بكل المحافظات، التى تجوب كافة القرى، على مدار 3 أشهر، من أجل رفع المطالب إلى الجهات المعنية ووضعها على قائمة أولويات المرحلة الثانية.
مؤشرات دقيقة لقياس معدل رضا المواطنين
وأضافت آية عمر: «تُعقد الحوارات فى قرى المرحلة الأولى من أجل قياس مدى رضا المواطن عن الخدمات المقدمة إليه وفق مؤشرات دقيقة، ورصد أى مطالب لقرى المرحلة الأولى، وفى قرى المرحلة الثانية المتوقع إطلاقها خلال فترة زمنية قليلة، مشيرة إلى إشراك جميع أطياف الشعب والقوى المجتمعية للقرى التى تُعقد بها جلسات الحوار، بداية من كبار القرى، العمدة، والشخصيات المؤثرة بها، وأعضاء مجلس النواب، وشيوخ البلد، من أجل التمكن من الوقوف على المطالب الأساسية، لإدراجها ضمن الحوار الوطنى الذى يضم 19 لجنة، من بينها لجان المحور المجتمعى، التى تشترك بها «حياة كريمة»، ونرفع إليها المشكلات من أجل طرحها على طاولة الحوار، فالحوار الوطنى ينقسم إلى مرحلتين، الحوار الوطنى، والحوار الجماهيرى، كما أن الحوارات المجتمعية لـ«حياة كريمة» تشمل حواراً جماهيرياً يشمل كافة أطياف الشعب.
وأضافت غادة البهنساوى أن الحوار الوطنى يتم بين جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها وأطياف الشعب، و«حياة كريمة» ليست بمعزل عن باقى المؤسسات، مؤكدة أن فكرة الحوارات المجتمعية جاءت استجابة لدعوة مجلس أمناء الحوار الوطنى وإدارة الحوار لمشاركة مؤسسات المجتمع المدنى فى إجراء الحوارات الجماهيرية، ومن هنا جاء دور «حياة كريمة»، كونها أقوى جهة تعمل داخل الريف المصرى وأكثر دراية بمتطلبات أهالى الريف.
وأكدت أن الحوارات الطلابية التى تعقدها «حياة كريمة» بالجامعات المصرية، تُعد جزءاً من الحوارات الجماهيرية، إذ تُجرى المؤسسة عدداً ضخماً من الندوات بالجامعات المصرية فى 27 محافظة، لم تقتصر على التعريف بمبادرة حياة كريمة فقط ولكن يجرى من خلالها حوار طلابى مع الشباب باعتبارهم ضمن الفئات المستهدفة بالحوار الوطنى، من أجل الوقوف على مطالب الشباب فيما يخص الشأن العام والتحاور حولها للخروج بمقترحات فى القضايا المطروحة الآن على الساحة.
طفرة تنموية وتخفيض معدلات الفقر رغم الأزمات العالمية
وخلال مراحل الندوة تم الانتقال إلى الحديث عن المرحلة الثانية من مشروع حياة كريمة، وقالت آية عمر إن المرحلة الثانية من «حياة كريمة» تستهدف 60 مركزاً تضم أكثر من 1400 قرية، مشيرة إلى إدراج محافظة مطروح ضمن المرحلة الثانية، على أن تطلق المرحلة الثانية فى وقت قريب، ستعلن عنه المؤسسة لاحقاً.
وأوضحت أن المرحلة الأولى، فى ظل الأزمة الاقتصادية التى شهدها العالم أجمع، واجهت مشكلة فى استيراد المواد والخامات التى تعتمد عليها المشروعات الضخمة التى تنفذها المبادرة، مما أدى إلى بعض التأخير فى بعض المحاور، ولكن بالرغم من ذلك، وفى ظل ما شهدته مصر على مدار الثلاث سنوات الماضية، حققت المبادرة طفرة تنموية كبيرة جداً فى مختلف المجالات، ففى فترة جائحة كورونا انخفض معدل الفقر فى مصر لأول مرة فى تاريخه منذ 3 عقود، ليتراجع إلى 29.7 نقطة بعد أن كان وصل إلى 32.2 نقطة، بالرغم من الآثار السلبية التى واجهت مصر خلال الجائحة، فكانت مصر تواصل النمو فى وقت توقف فيه العالم أجمع عن العمل، كما أثرت الأزمة الاقتصادية التى شهدها العالم فى أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية على خط سير المشروعات، وتُعد نسب الإنجاز التى توصلنا إليها فى مشروعات المرحلة الأولى جيدة جداً مقارنة بما واجهته مصر فى ظل الظروف الراهنة التى شهدتها على مدار الثلاث السنوات الماضية.
التحالف الوطنى.. 24 كياناً تشارك فى ملحمة التنمية الشاملة
– التحالف الوطنى يضم 24 كياناً من رواد العمل المجتمعى فى مصر ونستهدف توحيد الجهود التنموية لوصول الخدمات إلى مستحقيها
وعن التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، قالت غادة البهنساوى إن التحالف أُطلق فى 13 مارس 2022، منذ 9 أشهر فقط، ويضم 24 كياناً تتشارك الحلم معاً، من رواد العمل المجتمعى فى مصر، وجاء بهدف توحيد جميع جهود المجتمع المدنى ومؤسساته داخل مصر، فقبل إطلاق التحالف كانت المؤسسات تعمل فى جزر منعزلة، وجاء التحالف كمظلة كبرى تجمع رواد العمل المجتمعى، فالجميع أصبح يجلس على طاولة واحدة، يتشارك الجميع قواعد البيانات ومعلومات المستهدفين، فهو حدث تاريخى لم يحدث من قبل فى العمل المجتمعى، كونه يؤدى دوراً كبيراً على أرض الواقع، حيث جاء التحالف لتنظيم وتوحيد وتنسيق الجهود المقدمة للمواطن، كما يكثف التحالف جهوده خلال المواسم والأعياد.
«ابدأ».. مبادرة خلاقة لضمان استدامة التنمية
وتطرقت الندوة للحديث عن مبادرة «ابدأ»، وفكرتها وكيف تشارك «حياة كريمة» بها، فقالت آية عمر إن «ابدأ» تُعد ضمان استدامة لمبادرة حياة كريمة، من أجل تدوير عجلة المبادرة وعدم العودة إلى القرى مرة أخرى، مستهدفة التمكين الاقتصادى للمواطن، لتُكمل ما بدأته «حياة كريمة» فى جميع المحاور من بنية تحتية ومرافق أساسية، وصحة، وتعليم، وبناء إنسان، وثقافة، وتوعية، لتأمين دخل يضمن حياة كريمة لأفراد الأسرة.
وأشارت آية عمر إلى أن فكرة «ابدأ» تعتمد على دراسة فرص الاستثمارات لجميع مراكز الجمهورية، من أجل توطين الصناعة الحديثة وتقليل الفجوة الاستيرادية وتوفير فرص عمل، وتتكامل أهدافها مع الأهداف الوطنية للدولة المصرية، والتزاماتها الدولية وجهودها نحو تحقيق النمو الاقتصادى والاجتماعى المستدام، وتوفير حلول الطاقة النظيفة، والابتكار فى المجال الصناعى، والاستهلاك والإنتاج بشكل مسئول.
وأوضحت أن المبادرة قائمة بذاتها، أطلقها الرئيس فى 29 أكتوبر فى المتلقى والمعرض الدولى لاتحاد الصناعات، من خلال جلسة للشباب والشركاء الذين قاموا على المبادرة، وعملوا على مدار عام فى صمت شديد بالتعاون مع متطوعى «حياة كريمة» من أجل دراسة الفرص الاستثمارية ودراسة الموارد الطبيعية لكل مركز وقرية مستهدفة، واستهداف الأماكن المناسبة لها، وتضمن توفير فرص عمل فى قرى «حياة كريمة»، ومؤخراً تم إطلاق مبادرة «ابدأ حياة»، مشيرة أن مؤسسة حياة كريمة تمثل 80% من شركة «ابدأ»، حتى تستطيع توظيف كافة جهودها لخدمة قرى «حياة كريمة»، وتعمل على تدريب عدد كبير من العمالة المصرية.