أطلقت الهيئة العامة لقصور الثقافة، بعثة ميدانية إلى محافظة أسيوط، لتوثيق مسار رحلة العائلة المقدسة، ضمن برنامج وزارة الثقافة.
تهدف البعثة إلى استكمال توثيق مظاهر الاحتفال والكرامات والأماكن والأديرة، التي مرت بها العائلة المقدسة في رحلتها بمحافظة أسيوط، بمشاركة مجموعة من باحثي الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية.
زيارة دير العذراء المحرقي
شهدت البعثة زيارة دير السيدة العذراء المحرقي العامر بالقوصية، حيث قضت العائلة المقدسة 6 أشهر و5 أيام في دير العذراء المحرق بمنطقة القوصية بأسيوط، وهي أطول فترة قضتها العائلة المقدسة في مكان واحد، إذ عاشوا تلك الفترة في منزل مهجور، هو نفس مكان الكنيسة الأثرية بالدير، ولذلك المكان قدسية خاصة في نفوس المصريين مسيحيين ومسلمين، يقال إنه القدس الثانية أو بمكانة نصف تقديس.
وعرف الدير منذ القدم باسم دير السيدة العذراء، واشتهر بدير المحرق، وترجع تسميته إلى أن المكان كان متاخما لمنطقة تجميع الحشائش والنباتات الضارة وحرقها، ودعيت بالمنطقة المحروقة أو المحترقة، ومع مرور الوقت استقر لقب دير المحرق.
كما أشتهر بدير جبل قسقام، وقسقام اسم قديم منذ عصر قدماء المصريين، وهو يتكون من مقطعين «قُس»، وهو اسم مدينة اندثرت حاليا كانت عاصمة الولاية الرابعة عشرة من الولايات الـ22، التي كان مقسما بها صعيد مصر، ومعناها الديني المكان العلوي، ومعناها المدني تكفين أو تحنيط جثة الميت، ولفها بالكتان لتحضيرها للدفن، و«قام» وهو اسم كانت تختص به المنطقة التي تقع غرب الولاية الرابعة عشرة، ومعناه الديني اللانهاية أو إلى الأبد.
البعثة الميدانية تنظمها هيئة قصور الثقافة من خلال تقيمها الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية برئاسة د. الشيماء الصعيدي، وبإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى.
وأطلقت قصور الثقافة مؤخرا، عدة بعثات لتوثيق مسار العائلة المقدسة في أكثر من محافظة، منها بمحافظة المنيا في جبل الطير، كما أطلقت بعثة إلى محافظة دمياط، لتوثيق الحرف التراثية، للبدء في إعداد كتاب «أطلس الحرف الشعبية».