أكد الدكتور بكر زكي عوض، عميد كلية أصول الدين الأسبق عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن نعم الله سبحانه وتعالى منها ما هو محسوس ومنها ما هو معقول، وأن الأمم أمام نعم الله أحوالها متفاوتة؛ فمن الناس من يوظف نعم الله فيما يصلح أمر الدين والدنيا، ومنهم من يسيء استخدام النعمة فيفسد في الأرض.
وأضاف عوض، خلال فعاليات الجلسات العلمية بالجلسة العلمية الخامسة تحت عنوان «الرؤية الأكاديمية للتعامل مع الفضاء الإلكتروني»، أن الله أنعم علينا بالفضاء الإلكتروني والذي يسر السبيل للتواصل بين البشر، وهناك من أحسن استخدام هذه النعمة في الدعوة إلى الله سبحانه وتيسير السبيل في الحصول على المعلومة الصحيحة، وهناك من أساء استخدامها، وهنا يجب وضع بعض الأسس والقواعد والأخلاقيات التي تضبط حسن التعامل مع هذه الوسائل.
علينا أن نجتهد في نقل الصورة الصحيحة للإسلام
وفي هذا السياق، وجَّه محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية بفلسطين، الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية رئيسا وحكومة وشعبا وإلى وزارة الأوقاف المصرية وعلى رأسها الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على تنظيم هذا المؤتمر الذي يمثل فرصة للجميع للتلاقي والتشاور وتبادل الآراء وتبادل المعلومات وتبادل الأفكار والأعمال التي هي أمر جامع نجتمع عليه ونترجم فيه قول النبي (صلى الله عليه وسلم): «مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى».
وأكد أن أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني أو مع وسائل التواصل الاجتماعي هي ذات الأخلاقيات التي تميز المسلم والمؤمن وهي الأخلاق التي ترافق المسلم في حله وترحاله وفي كل شأنه، وفي كل تعاملاته سواء مكتوبة أو مسموعة أو مرئية، ويجب على كل إنسان أن يحسن النية مع استخدام هذه الوسائل ثم المصداقية في كل ما يكتب وينشر قال (سبحانه): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ”، وقال (صلى الله عليه وسلم): “عليكم بالصِّدقِ فإنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البرِّ وإنَّ البرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ وما يزالُ الرَّجلُ يصدقُ ،ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ صدِّيقًا وإيَّاكم والكذبَ فإنَّ الكذبَ يَهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ ،وما يزالُ العبدُ يَكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ كذَّابًا”.
واختتم حديثه قائلا:«المصداقية تميز المسلم عن غيره حتى في عداوته، وأن من واجبنا ونحن نستخدم هذه الوسائل الحديثة أن نجتهد في نقل الصورة الصحيحة للإسلام من خلال هذه الوسائل»