في تمام الساعة السادسة والنصف من يوم الثلاثاء 28 رمضان 1441 هجرية، الموافق يوم 5 مايو 2020 ميلادية، وعقب إطلاق مدفع الإفطار فاضت روح القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي بمسقط رأسه بقرية صفط جذام بمركز تلا محافظة المنوفية، بعد رحلة عطاء استمرت أكثر من 60 عاما مع القرآن الكريم وتلاوته وترتيله عبر أثير إذاعة القرآن الكريم والتلفزيون المصري، والحفلات والأمسيات بمصر وعدد كبير من دول العالم العربي وأوروبا وأمريكا.
وتحل اليوم الجمعة الذكرى الثالثة لرحيل نقيب قراء القرآن الكريم السابق، وبهذه المناسبة نستعرض أهم ما قاله لـ«الوطن»، في حوارات وتصريحات روى خلالها حكايات وأسرار عن حياته مع تلاوة القرآن الكريم وسفرياته خارج البلاد، وحكايات كثيرة أخرى عن حياته الشخصية والأسرية.
أسرار محاولة اغتيال الطبلاوي في أحد العزاءات
ومن بين هذه الحكايات، الموقف الصعب الذي تعرض له الطبلاوي في محاولة خبيثة لاغتياله، حيث قال إنه في إحدى احيائه لسرادق عزاء، حيث كان قد تم تقديم له فنجان قهوة سادة، وكان الشيخ معروفا عنه عشقه للقهوة، وكلما مد يده لتناول الفنجان، يأتي شاغل ليشغله، سواء من الحضور الذين يحتفون دائما به ويريدون السلام عليه وتقبيل يديه، حتى نسى تماما أن يحتسي فنجان القهوة، ومر عليها طويل فظن انها بردت، فنادى على أحد عمال صيانة السرداق والكهربائية فاعطاه الفنجان وبمجرد أن شربه سقط على الأرض يتلوى من المغص والألم وتم نقله للمستشفى فتبين أن الفنجان كان به سم قاتل، وكان المقصود هو قتل الشيخ الطبلاوي.
وعن تفسير هذه الواقعة، قال الطبلاوي – رحمه الله – إنه كان بعض القراء من غير المشهورين يتضايقون من وجوده في العزاءات بمناطقهم فأردوا التخلص منه، لأنه على حسب قوله، كان «واكل منهم الجو»، وكانوا يظنون أنه كان سببا في تعطلهم عن شغلهم وغلق باب الرزق من طريق إحياء العزاءات عليهم.
ويمكن قراءة الحوار كاملا مع الشيخ الطبلاوي من هنا.
سررفض فايز حلاوة التحاق الطبلاوي بإذاعة القرآن الكريم
ومن بين المواقف الطريفة التي سردها، أنه تقدم للاختبار في إذاعة القرآن الكريم 9 مرات، وتم رفضه في كل هذه المرات، رغم أن كان ذائع الصيت ومشهورا بين القراء في ذلك الوقت، إلا أن أكد أن السبب الرئيس في رفضه المرات التسعة بسبب عناده الشديد ورفضه الاستجابة لعضوي لجنة الاختبار وقتها الفنانين فايز حلاوة وحسن الشجاعي بضرورة دراسته لفن المقامات والموسيقى والحصول على شهادة تفيد ذلك، فرفضت وكلما دخلت الاختبارات ويسألني المراقبان حلاوة والشجاعي، عن المقامات الموسيقية أقول لا أعترف بهما فكان القرار منهما، وضعى فى خانة غير المقبولين، حتى تم تغيير هذه اللجنة بعد 10 سنوات تقريبا، ووقتها تقدمت للمرة العاشرة للاختبار فتم قبولي دون دراسات مقامات ولا موسيقى.
ماذا قال الملك خالد بن عبد العزيز للطبلاوي عن مصر ؟
وعن بعض الأسرار والمواقف التي تحدث بها الطبلاوي وفضفض فيها، قال كان منها ما أسعدني كثيرا، ومن هذه المواقف، ما قاله له ملك السعودية الراحل الملك خالد بن عبدالعزيزعندما أشاد بقراء مصر، وتابع الطبلاوي قائلا : «أسعد اللحظات التى مررت بها عندما قال لى الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، إن القرآن الكريم نزل فى الجزيرة العربية، وطبع فى إسطنبول، وقرئ في مصر».
وولد الراحل الشيخ محمد محمود الطبلاوي، بقرية صفت جذام مركز تلا محافظة المنوفية، 14 نوفمبر 1934، وحفظ القرآن في كُتاب القرية وهو في عمر 9 سنوات، وكان أول أجر يتقاضاه 5 قروش في عزاء والد عمدة القرية، وكان عمر الطبلاوي وقتها 11 عاما .