معاناة كبيرة قد يواجهها الإنسان عند عيشه طيلة سنوات حياته مصابا بمرض لعين، يضعف قواه وينخر جسده، هذا ما واجهته البريطانية كاتي ثورينجتون بعد ما أصابها السرطان 3 مرات، ولازمها نحو 43 عامًا، في واقعة فريدة من نوعها، لتتمكن في كل مرة من التغلب عليه والتصدي له بإصرار وعزيمة قوية.
عندما كانت «كاتي» في الثانية من عمرها، تم تشخيصها بسرطان الدم «اللوكيميا»، وهو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الأطفال، ورغم أن أنه يصيب حوالي 650 طفلًا وشابًا في بريطانيا سنويًا، فإن التشخيص كان صعبًا على أسرتها، ومع ذلك، بدأت رحلة العلاج الطويلة التي ساعدتها على الدخول في فترة هدوء المرض في سن الثامنة، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
تأثيرات علاج السرطان المبكرة
بعد 6 سنوات من التشخيص الأولي، تحسنت الأمور، لكن العلاج الإشعاعي والكيماوي الذي أنقذ حياة «كاتي» كان له آثارا جانبية في سن الثالثة عشرة، حين تم إخبارها أن العلاجات القوية قد تسببت في أضرار بدماغها، ما أدى إلى إصابتها بالصرع.
إصابة «كاتي» بسرطان الفم
بعد مرور عقدين من إعلان شفاء «كاتي» من اللوكيميا، تلقت صدمة أخرى عندما تم تشخيصها بسرطان نادر في الفك، يُعرف بسرطان الرأس والرقبة، ويعتقد الأطباء أن هذا السرطان نتج عن التعرض السابق للإشعاع والكيماويات المستخدمة في علاج سرطان الدم في طفولتها، ولم يكن هناك خيار أمام «كاتي» سوى الخضوع لجراحة مكثفة لإزالة الورم.
الإصابة بأورام الدماغ
مع وصول «كاتي» إلى منتصف الأربعينيات من عمرها، ظهر تحدٍ جديد في رحلتها الصحية، عندما اكتشف الأطباء أورامًا في دماغها، ولحسن الحظ، تبين أن هذه الأورام كانت حميدة، إلا أن تأثير العلاج الذي تلقته خلال طفولتها، لا يزال مستمرًا ويؤثر على صحتها وحياتها بشكل كبير.
ورغم كل ما مرت به من صعوبات، فإنها تشارك الآن في دعم مبادرات بحثية جديدة تسعى لتطوير علاجات أكثر لطفًا للأطفال المصابين بالسرطان، حيث أطلقت مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا مؤخرًا، مبادرة بقيمة 28 مليون جنيه إسترليني، لتطوير أدوية مخصصة للأطفال بهدف تقليل الآثار الجانبية السلبية التي يعاني منها كثير من المرضى الصغار، وتأمل «كاتي» أن تسهم هذه المبادرة في تحسين حياة الأطفال المصابين بالسرطان في المستقبل.