صوته الرخيم وضخامه جسم جعلته شخصًا مناسبًا لأداور الشر التي برع فيها حتى عندما شارك في بعض الإعلانات، وربما كان للأحداث التي عاشها في موطنه الأصلي فلسطين والصراع الإسرائيلي الذي عاشوه دورًا كبيرًا في تبلور شخصيته الشريرة، إنه الفنان الفلسطيني غسان مطر الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده.
ولد غسان مطر في الثامن من ديسمبر عام 1938، واسمه الحقيقي عرفات داوود حسن المطري، وكان من الفدائيين الفلسطينيين وعمل في الفن بلبنان ومصر، وقدم أدوارا عدة للشخصيات الشريرة، ومن أهمها دوره في فيلم «الأبطال» أمام فريد شوقي وأحمد رمزي، كما قام بدور بارز في فيلم «الطريق إلى إيلات»، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الفنية التي تعبر عن الكفاح الفلسطيني، وكان عضوا بالهيئة الإدارية في اتحاد الكتاب الفلسطينيين بالقاهرة، وهو الأمين العام لاتحاد الفنانين الفلسطينيين.
اغتيال عائلة غسان مطر
اغتال الجيش السوري عائلة غسان مطر على يد الرئيس السورى السابق حافظ الأسد في الثمانينيات بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، إذا فقد على آثرها والدته وزوجته وابنه جيفارا، ونجت ابنتان له من محاولة الاغتيال ليلة «حرب المخيمات» التي بدأت في لبنان عام 1985، حسبما ذكر في أثناء حوار له ببرنامج «مصر في يوم».
وكان الفنان غسان مطر مستهدفاً في ظل التحزبات التي كانت تشهدها بيروت آنذاك، يقول إذ كان يشغل منصب المعلق السياسي في الحرب ودائم الانتقاد للنظام السوري «كان هناك خلاف عميق بين نظام حافظ الأسد وياسر عرفات، وكنت جزءاً من هذا الخلاف»، موضحاً أنه كان حينها في مصر يصور مسلسل «محمد رسول الله» مع أحمد طنطاوي.
غسان مطر عرف خبر اغتيال عائلته من الراديو
واستقبل خبر اغتيال عائلته من إذاعة مونت كارلو في الساعة السابعة صباحا: «اعتدت سماع الراديو وكنت أقوم بحلاقة ذقني، وفجأة سمعت خبر اغتيال ابني وبناتي وزوجتي وأمي، لم أصدق الخبر بداية، رغم سماعي لتفاصيله».
تمكن من السيطرة على نفسه بالرغم من هول الخبر، واستكمل حلاقة ذقنه، حتى بدأت التليفونات تنهال عليه للتأكد من صحة الخبر «قبل الظهر كان الخبر أن عائلتي بأسرها قد ماتت، وأبلغوني من بيروت مساءً أن بناتي الثلاث لازلن على قيد الحياة وأنهن موجودات عند نبيه بري رئيس مجلس النواب فيما بعد، الذي أكن له كل احترام، إضافة إلى السفارة المصرية التي أخذت البنات وسفرتهن على أول طائرة إلى القاهرة»، وكان الأمر بالنسبة له بمثابة الفاجعة ولكنه كان أمام حلين لا ثالث لهما، إما أن ينهض ببناته أو يستسلم لليأس «يا أروح في داهية يا أوقف على رجليا».