عناقيد حلوة تتدلى من عروشها تنعكس عليها أشعة الشمس لتداعبها، فتضئ وتلمع أحيانًا وتخفت أحيانًا أخرى، فيما ينتشر عشرات السيدات والرجال أسفله لقطف ثمار العنب وسط بهجة وفرحة بجودة المحصول وبالأرزاق حلوة المذاق التي يحصدونها، ويضعونها في صناديق مخصصة لها قبل أن يتم تصديرها إلى العديد من الدول الأوروبية والعربية.
وفي جو يملأه النشاط والمرح، يتسابق العمال والعاملات معًا كل محاولًا إثبات جدارته في حصاد العنب عن الآخر، بينما تتراص آلاف الصناديق الممتلأة بالعنب الأسود الذي يشبه حبات اللؤلؤ، فيما يتم وضعه في سيارات التصدير مباشرة قبل أن يتجه إلى الدول أبرزها روسيا.
إنتاجية مرتفعة للفدان
قال المهندس رضا أبو العز مزارع عنب واستشاري زراعة وإنتاج عنب المائدة، في تصريحات خاصة لـ “الوطن” إنّ موسم حصاد العنب الأسود بدأ قبل 10 أيام، موضحًا أنّهم في آخر أيام الحصاد خلال هذه الفترة، مُشيرًا إلى إنتاج الفدان هذا العام يتراوح بين 8 وحتى 10 أطنان.
العنب الأحمر له سوق خاص
وأشار إلى أنّ العنب الأحمر له سوق ووقت معين، كاشفًا أنّ بداية موسم حصاد عنب “الفليم” يبدأ في منتصف شهر مايو ويستمر حتى آخر يونيو للمُغطى بينما يبدأ للمكشوف في أول يوليو، مُبينًا أنّهم يحصدون الوجه الأول للأشجار في بداية الحصاد.
العنب الأسود مميز بقلة السكر
وبيّن أنّ أحد أفضل مميزات العنب الأسود والذي جعله الأعلى في التصدير، هو أنّ سكره لا يرتفع عن 15 وبالتالي فهو صالح الأكل لمرضى السكر، ومن يتبعون نظام غذائي أو يحرصون على أوزانهم.
أكذوبة عنب الخمور
وكشف أنّ أكثر ما كانوا يعانون منه في الماضي، هو انتشار اعتقاد ومفهوم خاطئ في مصر حول العنب الأسود بأنّه يصنع منه عنب الخمور، لذلك كان يمتنع الجميع عن شراءه حتى تغيرت هذه الفكرة مؤخرًا وأصبح 70% من إنتاجه يباع داخل مصر.
أرباح مالية جيدة من التصدير
وأضاف أنّ أسعار العنب ترتبط بموعد الحصاد، مُشيرًا إلى أنّه في بداية الموسم، كان يتم بيع الكيلو الواحد بسعر يتراوح بين 50 وحتى 60 جنيهًا، والآن يباع بنحو 25 جنيهًا للكيلو، لافتًا إلى تقبل السوق خصوصًا أسواق التصدير لهذا السعر وتحديدًا في أسواق روسيا والدول العربية.
العنب أكبر محصول إنتاجي بمصر
وأوضح أنّ العنب هو أكبر محصول إنتاجي في مصر يدر دخلًا بالدولار لمصر، طبقًا لمنظمة الفاو لعام 2022، مُشيرًا إلى أنّ مزارعي العنب حريصين على مساعدة البلد وأنفسهم بإنتاج أكبر قدر من العنب، وتصديره لإدخال العملة الصعبة.
الإنتاج يبشر بالخير
وشدد على أنّ العائد من تصدير محصول العنب هذا العام مبشر بالخير، والجميع يشعر بالسعادة بسبب الدخل الناتج منه، وينتظرون الأفضل في الفترة المتبقية من الموسم.
تأثير التغيرات المناخية
وفيما يخص قضية تغير المناخ، أكد المهندس رضا أبو العز على أنّ المحاصيل هي الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية بصورة كبيرة، لذلك تعلموا ثقافة التعامل معه وتأثيره على المحاصيل خصوصًا العنب حيث كان يتفتح بعد 28 يوم ولكنه تفتح هذا العام بعد 14 يومًا فقط وهو أمر مخالف للطبيعة، كما أنّ الإنتاج كله انحصر في 130 يومًا فقط بدلًا من 145 يومًا.
وشدد على أنّه إذا لم يتمكن مزارع العنب من السيطرة على المحصول والتكيف مع التغيرات المناخية في مختلف المراحل، فإنّه لن يتمكن الشخص من إنتاج محصول جيد.