ربما قبل وقوع تلك اللحظة المأساوية بثوانٍ فقط كانت هناك فئات عديدة تحمل معها أحلامها المختلفة ما بين الصغار والبالغين وحتى كبار السن، لكن في صباح يوم 6 أغسطس عام 1945 تغيَّر كل شيء للأبد وتحولت الصورة للمدينة السالمة إلى أنقاض فقط تكسوها الأدخنة في كل مكان، لكنها لم تكن عادية فقد كانت مُحملة بإشعاعات تم التعرض لها لأول مرة في البشرية، لكن هناك مَن نجوا وسطر لهم القدر معجزة للخروج من هذه المأساة لكنهم عاشوا كالموتى الأحياء وحملت تشوهاتهم تفاصيل ما وقع بتلك الكارثة الإنسانية في التاريخ.
من هم الهيباكوشا؟
الهيباكوشا هم الضحايا الناجون من القنبلتين الذريتين اللتين سقطتا على هيروشيما وناجازاكي، وعلى الرغم من نجاة هؤلاء الأفراد من الآثار المباشرة للانفجارات الذرية، إلا أنهم عانوا من آثار المرض الإشعاعي وفقدان الأهل والأصدقاء والتعرض للتمييز العنصري لتغير ملامحهم.
وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها أصحاب هذه الفئة، إلا أن العديد من الهيباكوشا أصبحوا نماذج مشرقة لتحويل مآسيهم الشخصية إلى كفاح من أجل تعزيز السلام وخلق عالم خالٍ من الأسلحة النووية، بحسب منظمة الأمم المتحدة.
ماذا تعني الهيباكوشا؟
يعني مصطلح «هيباكوشا» في اليابانية الأشخاص المتضررين من القنبلة، ووفق قانون إغاثة الناجين من القنبلة الذرية، هناك فئات معينة معترف بها من الهيباكوشا، كالأشخاص الذين تعرضوا للقنبلة مباشرة وما تلاها، وكذلك الأشخاص الذين تعرضوا في دائرة نصف قطرها 2 كيلومتر ودخلوا مجال الدمار في غضون أسبوعين من وقوع الكارثة الإنسانية، وكذلك الذين تعرضوا للتساقط الإشعاعي بشكل عام، وأولئك الذين تعرضوا له وهم في طور الجنين داخل الأرحام وكانت أمهاتهم من الفئات المذكورة.
وبخلاف التعرض لإشعاع القنبلة الذرية وسوء الصحة، إلا أن أصحاب هذه الفئة عانوا من التمييز أيضًا على أيدي غيرهم من اليابانيين الأصحاء، فلم يكن حينها معروفًا سوى القليل عن آثار التلوث الإشعاعي في اليابان، وانتشرت الشائعات بأن التعرض للإشعاع كان أشبه بمرض معدٍ.
وبمرور الوقت وقع هؤلاء الأشخاص ضحايا للتمييز وغالبًا ما تم اعتبارهم غير مؤهلين للعمل والزواج، ومن المؤسف أن التمييز ضد الهيباكوشا لا يزال مستمرًا حتى اليوم وقد تفاقم أو ربما تجدد بسبب الكارثة الإشعاعية التي وقعت في مجمع الطاقة النووية في فوكوشيما دايتشي بعام 2011.