كان الفنان سيد درويش النقطة المفصلية لتغيير شكل الموسيقى والأغنية العربية، ورغم وفاته مبكراً، إلا أنه فى وقت قياسى استطاع أن يغير شكل التخت الموسيقى، ويضع أفكاراً ونظاماً جديداً، ورحل بعد أن أسّسه، ليبدأ الفنانون من حيث انتهى، فاستطاع التخلص من روح التخت العثمانى وشكله التقليدى فى الغناء، وانتقل إلى مرحلة جديدة، صعد بها إلى القمة، لتستمر أفكاره فى الحياة، رغم مرور 100 عام على وفاته.
قبل سيد درويش، كان التخت الموسيقى عبارة عن تخت عثمانى أو تركى، يتكون من شخص يعزف على العود أو القانون أو الناى، وشخص يُغنى، وبعده أصبح التخت يتألف من 6 موسيقيين على الأقل.
ماجدة خير الله، الناقدة الفنية، تطرّقت خلال تصريحها لـ«الوطن»، إلى مسألة تطوير سيد درويش للتخت الموسيقى، ودوره فى تغيير شكل الموسيقى العربية نهائياً، حيث طوّر شكل الفرقة الموسيقية، فأدخل أشكالاً وآلات جديدة، مستفيداً من سفره إلى إيطاليا للدراسة: «أدخل أنواعاً وألواناً من الغناء، منها الأوبريت، اللى هى مسرحية غنائية فيها أكتر من شخص بيغنى، وعمل كم هائل منها، وأصبحت الأغنية مش مجرد كلمات حب أو كلمات وصف، لكن تحولت إلى قصة، وده ماكانش موجود قبل كده».
تطوير الموسيقار سيد درويش من التخت الموسيقى لم يتوقف عند هذا فقط، بل أيضاً ابتدع فكرة التوزيع الموسيقى، التى لم تكن متوافرة فى الأشكال الموسيقية قبله، وذلك يُعد انقلاباً فى مفهوم الموسيقى، حسب الناقدة الفنية.
وأكدت أن من جاء بعده أخذ منه وطور: «من تطويره للتخت برضو كانت الأغانى بلهجات مختلفة، زى لهجة أهل النوبة والخواجات، لأن وقتها مصر كان فيها خواجات كتير».