نقل الأحجار التي تزن أكثر من طنين يعد مهمة شبه مستحيلة تحتاج لوسائل مساعدة مثل الآلات المتقدمة، ورغم ذلك استطاع المصريون القدماء بناء الأهرامات ونقل أحجارها الضخمة ولكن بمجهود ذاتي دون وسائل مساعدة قبل 4500 عام تقريبًا، وعلى سبيل المثال قدر العلماء أن الهرم الأكبر في الجيزة يحتوي على ما يقرب من 2.3 مليون كتلة فردية من الحجر، كل منها يزن 2.3 طن في المتوسط، ورغم مرور آلاف السنين إلا أن العلماء لم يتمكنوا من حل جميع الألغاز المرتبطة به، ومع الوقت ظهرت أهرامات في أماكن مختلفة في العالم، ويعتقد العلماء أنها تواجدت بسبب تشابه الثقافات أو أن الحضارات كانت واحدة وتفرقت لكن يظل السؤال القائم حتى الآن هو ما سر بناء الأهرامات في الحضارات القديمة؟.
سر بناء الأهرامات في الحضارات القديمة
الأهرامات المصرية نسخة واحدة لم تتكرر ولغز تاريخي محير لم يُكتشف حتى الآن، لكن في العصر الحالي انتشر الحديث عن أهرامات مشابهة في أماكن متفرقة في العالم ليست بنفس الشكل لكنها تتقارب من حيث الأهمية الحضارية على مستوى العالم، عبرت عن ثقافة أصحابها، وجعلت العالم يهتم بمعرفة سر بناء الأهرامات في الحضارات القديمة، لمعرفة لماذا يوجد الهرم الأكبر في تشولولا بالمكسيك والذي يُعرف بأنه أحد أكبر الأهرامات في العالم، ويغطي مساحة 45 فدانًا ويرتفع حوالي 53 مترًا كما يوجد به كنيسة مبنية فوقه، ويقع الهرم في ولاية بويبلا المكسيكية، وقد تُرك مهجورًا، ثم غطته أوراق الشجر والتربة، ومع ذلك، وفقًا للسجلات، عندما وصل الإسبان في عام 1509، لم يروا أي نوع من الهياكل القديمة.
الدكتور شريف شعبان، الخبير الأثري قال في تصريحات لـ«الوطن»، إن أهرامات المكسيك وأخرى في جواتيمالا كانت تابعة لحضارة المايا والأزتك وكان الغرض منها مختلف تماما عن أهرامات مصر، حيث كان يُقام فيها الطقوس لتقديم القرابين في حين أن أهرام مصر كانت مقابر للملوك.
هل كانت الأهرامات مصادر للطاقة؟
بعض النظريات التي تدور حول الهرم الأكبر، هو أنه كان يومًا مصدرًا للطاقة، بحسب وكالة ناسا الأمريكية لعلوم الفضاء، إذ جرى دراسة استجابة الهرم الأكبر مع تفاعل الموجات الكهرومغناطيسية الخارجية من خلال أجهزة التردد اللاسلكي نظريًا، وبعد إثارة الأقطاب الكهرومغناطيسية للهرم وجدوا على أجهزة المحاكاة ظهور أطياف رنين مغناطيسي.
تم توضيح ومناقشة توزيعات المجال الكهرومغناطيسي داخل الهرم في الظروف في حالتين، الأولى عند اجراء هذه الأبحاث على مساحة متجانسة في الهرم، والثانية من منطقة عالية بالهرم ثم اكتشف العلماء أن حجرات الهرم يمكنها جمع وتركيز الطاقة الكهرومغناطيسية، وتتراكم الطاقة الكهرومغناطيسية في الحجرات ما يوفر أقصى درجات الطيف المحلية للحقول الكهربائية والمغناطيسية، ويُظهِر هذا البحث أن الهرم ينثر الموجات الكهرومغناطيسية ويركزها في منطقة معينة.
وبسبب هذه الأبحاث ربط بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي سر وجود أهرامات في الحضارات القديمة، أنها قديمًا كانت متصلة جميعًا في وقت ما، لتوليد الطاقة حول العالم، وعلى هذا الأمر علق الدكتور شريف شعبان قائلًا:«الأهرامات في الأماكن متفرقة بالعالم مكنش لها أي علاقة ببعضها أو بفكرة الطاقة، السودان فيها أهرامات وكانت شبيهة بأهرام مصر ولكن كانت أصغر كتير حوالي 3-4 أمتار، نفس الغرض كانت أضرحة لملوك وملكات النوبة وكانت نتيجة تأثير حضارة كوش ومروى بالحضارة المصرية القديمة».