ملايين الدولارات تُنفق سنويًا لزيارة المتاحف وشراء اللوحات النادرة، والبعض يقطع آلاف الأميال لمشاهدة الأشكال الفنية المذهلة، لكن على الجانب الآخر وبينما تسحر هذه القطع الفنية العيون وتدهش العقول، هناك أنواعًا نادرة من اللوحات التي رُسمت في القرن التاسع عشر، يعد النظر إليها أمرًا مخيفًا فضلًا عن الحكايات الغريبة وراءها.
اللوحات الـ 7 الأكثر رعبًا
اللوحة الأولى والأكثر رعبًا للرسام الإسباني فرانسيسكو دي غويا، واسمها «زحل يلتهم ابنه» بتاريخ عام 1820، وتدور قصتها حول أنه في بداية القرن التاسع عشر، حاولت إسبانيا التخلص من جوزيف بونابرت، الذي نصبه شقيقه الأصغر نابليون على العرش في عام 1808، وكانت النتيجة حرباً وحشية عانى منها الشعب الإسباني.
واستلهم فرانسيسكو دي غويا من الجو العنيف في وطنه الإبداع وأنتج 14 لوحة بين عامي 1819 و1823، خرجت للنور بعد سنوات قليلة من سقوط نابليون، والتي يطلق عليها اسم «اللوحات السوداء».
وتحتوي على زخارف مخيفة، ومن بين هذه الأعمال لوحة زحل يلتهم ابنه، والتي تصور حلقة من الأساطير اليونانية، حول زحل الذي كان يخشى أنَّ يطيح به أحد أبنائه، لذا كان يأكلهم بعد الولادة، وفق موقع مجلة «بارنيبيز».
لوحة هنري فيوزيلي.. «الكابوس»
كان هنري فوسيلي فنانًا سويسريًا عاش في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر وكان مفتونًا بالرعب والظواهر الخارقة للطبيعة، وتُعَد لوحة فوسيلي الأكثر شهرة هي «لكابوس» التي رسمها عام 1781، وفيها يتجسد كابوس على امرأة نائمة، بينما يظهر رأس حصان بعينين بيضاوين منتفختين من الظلام.
لوحة ثيودور جيريكولت.. «الرؤوس المقطوعة»
داخل المتحف الوطني الأمريكي توجد لوحة للفرنسي تيودور جيريكو، «الرؤوس المقطوعة»، وتعود قصتها إلى أنَّه عندما عرض تيودور جيريكو عمله الشهير «طوف ميدوسا» في صالون باريس عام 1819، اندلعت فضيحة كبيرة في فرنسا، وذلك لأنّ اللوحة صورت الأحداث الحقيقية والمروعة التي حدثت قبل 3 سنوات من عرضها.
وكانت لوحة «ثيودور» عن غرق سفينة قبالة سواحل غرب أفريقيا، تحول الناجين منها إلى آكلي لحوم بشر من شدة الجوع، ليس هذا فحسب، بل تمّ تصوير الأشخاص بطريقة مرعبة مستوحاة من بعض الدراسات عن الحادث ورسم عدد من الصور من بينها «الرؤوس المقطوعة».
لوحة ويليام بليك.. التنين الأحمر العظيم والمرأة التي تكتسي بالشمس
كان الشاعر والرسام الإنجليزي ويليام بليك متأثرًا بالروحانية في أعماله، وتعرض للتنمر وللرفض من قبل معاصريه المستنيرين، لكن مع ظهور الرومانسية في أوائل القرن التاسع عشر، وجدت أعماله تقديرًا متزايدًا وتقليدًا من قبل فنانين آخرين، وأبدع بليك لوحة التنين الأحمر العظيم والمرأة الملتحفة بالشمس بين عامي 1805 و1810، كتوضيح لكتاب أيوب في العهد القديم في عام 1981، ألهمت هذه اللوحة الكاتب الأمريكي توماس هاريس لأول رواية في سلسلة هانيبال ليكتر، التنين الأحمر.
لوحة ويليام بليك.. شبح برغوث
صرح الرسام الإنجليزي ويليام بليك عدة مرات في حياته بأنَّه رأى رؤى غريبة وظواهر مرعبة، وإحدى هذه الظواهر كانت شبح برغوث زاره في نومه، قام على الفور بتصوير تجربة حلمه في صورة مصغرة تصور البرغوث كوحش يشبه الشيطان ينظر بشراهة إلى فريسته الدموية في وعاء.
لوحة بيل ستونهام.. «الأيدي تقاومه»
في بعض الأحيان لا تكون اللوحة وحدها مخيفة، بل القصة التي تكمن وراءها أيضًا، مثل لوحة «لأيادي تقاومه» التي رُسمت عام 1972 بواسطة الفنان الأمريكي بيل ستونههام، وهي مستوحاة من صورة فوتوغرافية تظهره في سن صغيرة بجوار فتاة، تم تصويرها على أنها دمية، يقف الطفلان أمام نافذة خلفها العديد من الأيدي التي تبدو وكأنها تمد يدها إلى الطفلين من الظلام.
في عام 2000، عُرضت اللوحة للبيع على موقع شهير، وفي الإعلان، قال البائعان، وهما زوجان مسنان، أنهما «وجدا اللوحة مهجورة على جدار حظيرة فأخذاها معهما إلى المنزل، ثم حدثت فيما بعد كل أنواع الأشياء المخيفة، ففي الليل كان من الممكن سماع الأطفال يتحدثون مع بعضهم البعض في الصورة، وكان الصبي يخرج من الإطار بشكل متكرر»، حسب زعمهم.
وأصبح الإعلان واللوحة حديث الإنترنت، واكتشف فيما بعد أن ثلاثة من المالكين السابقين للوحة قد ماتوا بينما كانت اللوحة في حوزتهم.
لوحة غوستاف مورو.. ديوميديس تلتهمه خيوله
ماذا يمكنك أن تفعل إذا انقلبت حيواناتك الأليفة عليك فجأة؟ هذا هو السؤال الذي دار في ذهن الفنان الفرنسي غوستاف مورو ليرسم لوحته المرعبة، إذ أن الملك ديوميديس في الأساطير اليونانية التهمته خيوله.
كان ديوميديس مالكًا فخورًا لأربعة أحصنة تعيش في المستنقعات وتأكل لحوم البشر وبها أرعب شعبه، ثم خطا البطل هرقل على الساحة، الذي كان عليه أيضًا أن يتولى مهمة مواجهة حيوانات الحصان في سياق المهام الاثنتي عشرة المفروضة عليه، وأنهى أخيرًا عهد الرعب بإلقاء ديوميديس نفسه على جياده لتأكله.