مستخدما قدمه للتحكم بمكواة وزن 15 كيلوجراما من الحديد، يبدأ عم «سيد» ابن الدقهلية عمله على «مكواة الرجل» كل يوم في الثامنة صباحًا، بعد أن يضع المكواة داخل فرن مشتعل لمدة نصف ساعة، إذ يحرك بقدمه المكواة على الملابس فوق قطعة كبيرة من الخشب.
رحلة 50 عاما مع مكواة الرجل
بضحكة وابتسامة يبدأ عم «سيد مرعي» ابن الدقهلية حديثه لـ«الوطن»، عن رحلته مع مكواة الرجل: «صاحبتي وحبيبة عمري، كانت معايا في الحلوة والمرة، عمرها ما زعلتني، بالعكس رضتني وكانت سبب فرحي كثير، هي الصديقة المخلصة اللي عمرها ما اتخلت عني».
ونشأت قصة الحب بينه وبين مكواة الرجل منذ أن بدأ يتعلمها ويفهم كل حركة لها على الملابس: «اتعلمتها من أكثر من 50 سنة، وبدأت أتعامل معها، وهي كمان فهمتني، وأصبح استخدامها سهل على الرغم من أن وزنها حوالي 15 كيلو، إلا أني اتعودت على تحريكها، والكوي بها».
طريقة استخدام مكواة الرجل للكي
لم تكن طريقة استخدام مكواة الرجل بسيطة في البداية، لكن بالممارسة استطاع عم «سيد» أن يتقنها: «مفيش حاجة بتتعلمها بسهولة، لكن أول ما اتعلمت استخدامها أصبحت فنان فيها، وسافرت إسكندرية واشتغلت فيها بكل مناطق إسكندرية، واتعرف اسمي هناك والناس تسافر مخصوص لأجلي، ورجعت بعدها بلدي السنبلاوين تاني أكمل شغل فيها، وفتحت محلي».
وتتطلب مكواة الرِجل معدات خاصة بها على حد قول عم«سيد»، إذ تحتاج لوح خشب من شجرة التجزا، وتجفيفه وضبطه: «هو لوح خشب واحد المطلوب، تأخده تجففه، وترسله للمخرطة، وبعدها يكون جاهز للكي عليه، لأن التجزا بتتحمل الحرارة والضغط عليها، واللوح اللي معايا من سنين أكثر من 70 سنة، لأني أخذته من واحد كان قبلي بسنين في المجال».
شعور بالرضا والسعادة
علي قدر العطاء كان الحب الذي يكمن في قلب عم سيد لتلك المهمة، فبالرغم من صعوباتها إلا أنها كانت عزيزة على قلبه: «مهنة جميلة اللي يفهمها يحبها، علشان كده ورثتها لابني، لأني بحبها، وربنا بيكرم بزبون مستمر حتى الآن، كل ما نقول بتنقرض تلاقي الرزق شغال فيها الحمد لله».