محافظة الوادي الجديد واحدة من محافظات التي تعمل في صناعة التمور بأشكالها المختلفة، ويعيش الأهالي بها على ذكريات الأجداد الذين ورثوا منهم كيفية تصنيعها والحفاظ عليها وتصديرها إلى المحافظات الأخرى.
تصدير البلح في الأواني الفخارية
وقال الدكتور محمد عبد ربه، باحث في تاريخ وتراث محافظة الوادي الجديد، في تصريحات لـ«الوطن»، إنه قبل ظهور عبوات التصدير وصفائح البلح كان يتم تصدير التمور في منتجات الخوص والأواني الفخارية، وكذلك «البلاص» و«المخاضة» و«الزلعة»، موضحا أنه قبل دخول السكة الحديد للمحافظة، كان البلح يباع من خلال القوافل القادمة من صعيد مصر، عن طريق درب الأربعين، بنظام المقايضة وتبادل السلع.
إنتاج 2000 طن بلح في 1957
فيما أكد الدكتور محمد عبد الله البرسي، باحث في التراث والموروث الشعبي الواحاتي، في تصريحات لـ«الوطن»، أن حجم إنتاج البلح الصعيدي عام 1957 كان حوالي 2000 طن، وكان يتم تصديره إلى أسيوط ومدن الصعيد والقاهرة بالقطارات وسيارات النقل.
وقال الباحث الأثري، إن تاريخ تصنيع البلح في الواحات ذكره اللواء رفعت الجوهري في كتابه «عرائس في الرمال»، موضحا أنه في عام 1918 زار بروفيسور ميسون الواحات الخارجة، وهو عالم أمريكي متخصص في زراعة أشجار النخيل، وزار جميع مناطق النخيل حول العالم، ويعد ثاني من أدخل أشجار النخيل لزراعتها في الولايات المتحدة، وقال في مذكراته «إن البلح الصعيدي من أفخر أنواع البلح عالميا، وإذا ما وجد عناية تامة في تصنيعه، سيكون له مستقبل عظيم في أنحاء العالم كله»، وأوصى السودانيين بإدخال زراعة نخيل التمور الصعيدي إلى بلادهم.