أكد د. عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن فى الغرفة التجارية بالقاهرة، أن السلالات الأصلية المحلية والمهجنة من الدجاج المصرى يمكنها المساهمة بدرجة كبيرة فى تحقيق مُدخلات دولارية تعضد اقتصادنا، وذلك إذا ما تم إخضاعها لبرنامج قومى لرعايتها وتحسينها وراثياً، وتخصيص الأموال اللازمة للجهود البحثية اللازمة للوصول إلى مثل هذا الهدف.. وإلى نص الحوار:
كيف تُسهم سلالات الدواجن المحلية والمستنبطة فى سد الفجوة الغذائية؟
– نحن كنا حققنا اكتفاءً ذاتياً فى الدواجن المحلية، وكنا ننتج نحو 280 مليون دجاجة سنوياً بالنسبة للسلالات البلدية، و1.5 مليار دجاجة بيضاء، وحدثت لدينا مشكلة أثناء عدم وجود مستلزمات إنتاج، ما أدى لخروج مجموعة كبيرة من المنتجين تصل إلى 40%. لكن بالنسبة للسلالات المصرية الموجودة، من المهم الحديث عن هذه السلالات وأعدادها، فكل الدول تُحافظ على سلالاتها، وتُجرى عليها تحسيناً وراثياً، ونحن مضطرون لأن نستورد «الجدود» من أوروبا وأمريكا بالنسبة للدواجن البيضاء، لكن عندما نتكلم عن السلالات المصرية، التى تصل لنحو 19 سلالة، فهناك مشروع اسمه «مشروع العزب» تم إنشاؤه سنة 1983، من خلال منحة هولندية، وكان مخططاً أن يُحافظ هذا المشروع على السلالات البلدية الموجودة.
ماذا حدث لهذا المشروع وإلى أين وصل؟
– هذا المشروع قائم فعلاً وطورناه، وأنا كنت مستشاراً له للتطوير والتحديث والهيكلة لنحو سنة، وهذا المشروع أخذته هيئة تنمية الصعيد التى عملت بشكل جيد جداً حينما أوكل إليها تطوير بعض المشروعات فى الصعيد، ومن ضمنها مشروع العزب فى الفيوم. والمشروع كان عبارة عن 5 محطات، كل محطة فيها 12 عنبراً، بإجمالى 60 عنبراً، وبها معمل تفريخ ومصنع للعلف، أى مشروع متكامل، وهذا المشروع توقف من 2008، وعندما دخلت هيئة تنمية الصعيد بدأت تطوره، وأعادت هيكلته بالكامل.
نستورد الكتكوت «عمر يوم» من الدول التي تعطينا «الفراخ البيضاء» من سلالات الجدود بـ40 دولاراً
ما السلالات المحلية والمستنبطة الموجودة بالفعل فى هذا المشروع؟
– هناك سلالات مصرية، وهى الفيومى والسيناوى والدندراوى والبلدى الحر، وسلالات أخرى مهجنة أو مستنبطة منها، ومن بينها «الدقى، والمطروحى، وأنشاص، والذهبى، والفضى، والسلام، والمعمورة، والجميزة، والمندرة، والبندرة، وبهيج»، وهذه السلالات موجودة فى «العزب»، لكن هل نحن تحركنا تحركات إيجابية للاستفادة منها، والتصدير منها للدول الأخرى؟ فالدول الأخرى التى تعطينا الفراخ البيضاء استفادت، وتعطينا الكتكوت «عمر يوم» من سلالات الجدود بـ40 دولاراً، فلماذا لا نجرى نحن بحثاً وتحسيناً وراثياً ونجعل من الممكن تصدير هذه السلالات لكل الدول؟! فنحن لدينا الفراخ البيضاء 8 سلالات، لكن السلالات المصرية نحو 19 سلالة، أصيلة ومستنبطة، والسؤال هو: لماذا لا نطورها ونبدأ تصديرها للخارج لتدخل لنا مدخلات تقوى وتعضد الاقتصاد القومى؟ حيث يمكن أن تسهم بدرجة كبيرة فى تحقيق مُدخلات دولارية تُعضد اقتصادنا، ونزود الطاقة الإنتاجية من خلال التحسين الوراثى.
أين وصلت جهود تطوير السلالات؟
– هيئة تنمية الصعيد تتحرك بشكل جيد جداً فى مشروع العزب، الذى يعتبر من أكبر المشروعات فى جمهورية مصر العربية، لكن حتى هذه اللحظة لم نصل للوضع الذى نطمح إليه، نعم هناك تحسين وتحركات إيجابية، والمزارع أصبحت محكمة الغلق، وعملنا محطة إنتاج ومحطة أمهات، وطورنا مصنع العلف، وزودنا الطاقة الإنتاجية وربما وصلت إلى 10 أو 12 مليوناً، وبعدما كانت توزع 200 ألف كتكوت أصبحت توزع نصف مليون كتكوت فى الأرياف والمناطق المجاورة، وكل هذا جيد جداً، لكن نحن نريد الأكبر والأهم، وأن تستفيد الدولة، وأن تكون لدينا سلالات مصرية نستطيع تصديرها للخارج لتدخل لنا دولارات تقوى اقتصادنا، وحتى الآن لم نصل لهذه النقطة لأنه ما زال لم يتم رصد مبالغ مالية للبحث العلمى لهذه الجزئية ولعمل تحسين وراثى، خاصة أن ذلك يحتاج لوقت ومجهود ومال ومراكز بحثية للتطوير والتحرك فى برنامج قومى لرعاية وتحسين السلالات المصرية الأصيلة والمستنبطة، وهذا سيكون مشروعاً فى منتهى الروعة، لتكون لدينا نحو 17 أو 19 سلالة يمكن تصديرها، وعندما يكون سعر الكتكوت منها بـ40 دولاراً ويكون لدينا على الأقل 10 ملايين كتكوت يمكن تصديرها، فسيكون لدينا رقم كبير جداً.
هل نشر السلالات المحلية والمستنبطة يمكن أن يسهم فى حل مشكلة الدواجن؟
– هى موجودة بالفعل فى الريف، لكنها ليست بالشكل الذى نطمح إليه، ولدينا مشكلة أن الفرخة البلدى تأكل 4 كيلو لتعطينا وزن كيلو و400 جرام، ونحن نريد أن نُجرى عليها تحسيناً وراثياً لنحصل على 2 كيلو على الأقل منها مقابل 4 كيلو غذاء، لكن عندما يكون 4 كيلو أكل يتم تحويلها لكيلو أو كيلو و400 جرام تكون التكلفة هنا مرتفعة، وتكون الفراخ البلدى سعرها أعلى من الفراخ البيضاء، فالفراخ البيضاء لو أكلت 3 كيلو أو 3٫25 كيلو، تعطينا 2 كيلو أو 2 كيلو و100 جرام، خلال مدة 32 يوماً، أما المدة الخاصة بالفراخ البلدى فهى 60 – 65 يوماً، فهناك تكلفة فى هذه الفترة الزمنية بالإضافة للغذاء، فهى تستهلك غذاءً أكثر ولا تعطينا الوزن المُراد، لذلك نحن نُنتج نحو 280 مليوناً من الفراخ البلدى، وأحياناً تصل لـ300 مليون.
وكنا قد تحدثنا عن مشروع قومى لعمل تربية ريفية جيدة ومنتظمة من خلال إعطاء الناس بطاريات من 120 لـ200 فرخة وتربيتها، فيصبح الريف مُنتجاً.
ما النسبة التقديرية لإسهام التربية المنزلية فى الإنتاج الداجنى؟
– الإنتاج الداجنى ككل وصل إلى 1.5 مليار، وبعد الأزمة وصل إلى 900 أو 950 مليوناً، والريف كان حتى سنة 2018 و2019 ينتج قرابة 30% من الطاقة الإنتاجية لمصر، ولكن تقلص هذا الدور لاحقاً وربما وصل لـ10 أو 15% نظراً لارتفاع أسعار الأعلاف، وعدم قدرة الناس فى الريف على شرائها، لذلك بدأ يتقلص دور التربية الريفية بالمساهمة فى الإنتاج، وسيعود هذا الدور عندما تنخفض أسعار مستلزمات الإنتاج، ونبدأ نعضد التربية الريفية وتصبح منظومة يمكن للبنوك المساهمة فيها، بإعطاء مبلغ، ولو 50 ألف جنيه، لكل فرد يريد أن يُربى وينتج، ونقيم أماكن للتجميع، سواء للبيض أو الدواجن، تحت إشراف بيطرى، وهذا سيجعل الريف المصرى مُنتجاً مرة أخرى، ونوفر فرص عمل نُقلل بها البطالة ونزود الطاقة الإنتاجية بحيث يمكن أن نُصدر بيضاً أو لحماً.
المميزات
لو تكلمنا عن مميزاتها سنتكلم عن جزئية مهمة جداً، وهى أنها تواكب الظروف البيئية المصرية، سواء درجة الحرارة أو الرطوبة ومقاومة الأمراض، والمذاق نفسه يختلف عن الأبيض، بينما الفراخ البيضاء تحتاج لتربيتها فى مزرعة مكيفة، وتتأثر بالأمراض الوبائية، وطعمها يختلف.