قال الخبير السياحى محمد فاروق، رئيس لجنة السياحة الإلكترونية بغرفة شركات السياحة، إن مدينة «رأس الحكمة» ستشهد طفرة ضخمة ومتكاملة، وستتحول من منطقة تعمل 3 أشهر فقط فى الصيف، إلى خلية نحل تعمل طوال العام، لافتاً إلى أن المدينة تعتبر من أهم إنجازات الحكومة خلال السنوات الماضية، موضحاً أنه لولا البنية التحتية الجيدة التى أنشأتها الدولة خلال السنوات الـ 10 الماضية ما كان لمثل تلك الاستثمارات الضخمة أن تأتى.
وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن مصر باتت تضم حالياً مدينة سياحية عالمية على البحر المتوسط، لافتاً إلى أن الإيرادات السياحية لن تقل عن 8 مليارات دولار سنوياً، وأن المنشآت الفندقية والسياحية بالمدينة ستوفر من 300 إلى 400 ألف فرصة عمل.
سيجعل المنطقة ما بين الإسكندرية ومطروح ذات أنشطة متعددة ضمن مجتمع عمرانى متكامل
بعد إعلان الحكومة عن الشراكة المصرية الإماراتية لإنشاء مدينة «رأس الحكمة» ما تقييمك لهذا المشروع؟
– مشروع إنشاء مدينة رأس الحكمة هائل وضخم ويمثل نقلة للاستثمار بمصر بشكل عام، والاستثمار السياحى بشكل خاص، حيث سيحول المنطقة الموجودة فى المسافة ما بين الإسكندرية ومطروح إلى منطقة ذات أنشطة متعددة تعمل طوال العام، بعد أن كان عملها مقصوراً على 3 أشهر فقط خلال الصيف.
كما أن الاستثمارات التى سيتم ضخها بهذا المشروع، والتى تبلغ نحو 150 مليار دولار، سترفع من القيمة التسويقية لكافة المدن المصرية المطلة على ساحل البحر المتوسط وستحول منطقة الساحل الشمالى التى يوجد بها نحو 151 قرية سياحية إلى منطقة تعمل على مدار العام.
هل حققت الحكومة إنجازاً بتوقيع شراكة إنشاء المدينة؟
– إنشاء المدينة هو أحد أهم إنجازات الحكومة خلال السنوات الماضية، إن لم يكن الإنجاز الأبرز، فمن الناحية الاقتصادية استطاعت الحكومة حصد أكثر من 35 مليار دولار كاستثمار مباشر فضلاً عن نسبة شراكة تدر عوائد مستديمة، علاوة على أنها نجحت فى إنشاء مدينة متعددة الأنشطة الاقتصادية ستوفر مئات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، إضافة إلى أن هذا المشروع سيحول منطقة الساحل الشمالى لمجتمع عمرانى متكامل، وأؤكد أنه لولا جهود الدولة المصرية فى إنشاء بنية تحتية متميزة ما كان لتلك الاستثمارات أن تحدث.
هل «رأس الحكمة» قادرة على جذب نحو 8 ملايين سائح فى العام؟
– أعتقد أن المدينة فور إنشائها ستستطيع جذب 8 ملايين سائح سنوياً بل أكثر من ذلك بكثير، فالتسويق لزيارة رأس الحكمة سيكون مختلفاً عن التسويق الذى اعتدنا عليه للمقاصد السياحية المصرية الأخرى كالغردقة وشرم الشيخ والقاهرة والأقصر وأسوان من حيث آليات الترويج وطرقه ونوعيات السياح المستهدف جذبهم، وأستطيع أن أؤكد أن زيارة ملايين السياح لرأس الحكمة سيتبعه ارتفاع فى أعداد السياح الوافدين للمدن المجاورة لها كالعلمين والإسكندرية ومطروح.
هل وجود مطار بمدينة «رأس الحكمة» يرفع من أعداد السياح الوافدين للمدينة؟
– بالتأكيد.. خصوصاً أن مطار رأس الحكمة الذى سيكون مطاراً دولياً محورياً، يتوسط قارات العالم، ما يسهل من حركة السياحة الوافدة للمدينة، كما أن أسطول الطائرات الضخم الذى تملكه دولة الإمارات العربية المتحدة سيجعل من وصول السياح من أى دولة فى العالم إلى مدينة رأس الحكمة أمراً يسيراً.
ما الاستفادة التى ستعود على السياحة المصرية من إنشاء المدينة؟
– «رأس الحكمة»، مقصد سياحى جديد يمثل قيمة مضافة للمدن السياحية المصرية، فمصر تمتلك على ساحل البحر الأحمر، الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، وأصبح لدينا حالياً رأس الحكمة والعلمين على البحر المتوسط، إضافة إلى وجود القاهرة والأقصر وأسوان، وهو ما يخلق تنوعاً يجذب السياح لزيارة مصر، كما أن الإيرادات السياحية المتوقعة من زيارة 8 ملايين سائح سنوياً لرأس الحكمة لن تقل عن 8 مليارات دولار فى العام، علاوة على أن المشروعات الفندقية والسياحية بها ستوفر ما بين 300 و400 ألف فرصة عمل مستدامة.
المقصد السياحى
المدينة ستكون مخصصة لجميع السياح مهما اختلف متوسط إنفاقهم، فمن خلال التجارب السياحية التى قادها شركاء مصر فى هذا المشروع أؤكد أنهم قادرون على جذب كافة شرائح السياح وتلبية كافة متطلباتهم فى المقصد السياحى، الذى يزورونه وفقاً لمعدل إنفاق كل سائح، كما أن المشروعات السياحية والفندقية بالمدينة ستكون متنوعة لتناسب احتياجات جميع السياح ومستوى إنفاقهم.