أعلن الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عن احتلال مصر ثاني أكبر دولة عربية بين الدول الأكثر إنفاقاً على البحث العلمي، بعد الإمارات التي تحتل المركز الأول، كاشفاً أن مصر تنفق سنوياً نحو 96% من الدخل القومي على البحث العلمي رغم أن النسبة المقررة في الدستور المصري هو 1% فقط، ما يعكس بما تحظى به الحركة العلمية والبحثية فى مصر من دعم ومساندة من القيادة السياسية وهو المناخ الذي يجب على العلماء والباحثين استثماره لتقديم إنتاج علمي يحقق تقدم الدولة المصرية وتقدمها.
المحاضرة التذكارية بجامعة أسيوط
جاء ذلك ضمن وقائع المحاضرة التذكارية التي قدمها رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بعنوان «الابتكار الأخضر فى 27COP وما بعدها»، في إطار مشاركته في وقائع المنتدى الأول للجامعات المصرية المنعقد في رحاب جامعة أسيوط، تحت رعاية الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي بحضور الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط والدكتورة مها غانم نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرفة على تنظيم المنتدى والدكتور أحمد عبد المولى القائم بعمل نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، حيث يأتي المنتدى تحت عنوان «جامعاتنا المصرية ومستقبلنا الأخضر بعد 27COP»، الذي يشهد أيضاً ًمشاركة الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، على رأس كوكبة من رؤساء الجامعات ونواب رؤساء الجامعات المصرية.
الحفاظ على البيئة
وخلال الجلسة أشاد الدكتور محمود صقر، بجهود القيادة السياسية في الحفاظ على البيئة رغم ارتفاع التكلفة المالية لذلك وهو ما يعكس حرص مصر ووعيها المستنير في حماية البيئة وتقليل الأنشطة التي تُمثل ضرراً عليها، موضحاً أن شبكة الطرق الجديدة وتطوير وسائل المواصلات نجح في خفض 25% من الانبعاثات الكربونية عن ذي قبل، كما يمثل مشروع تبطين الترع أحد النماذج العملية في الحفاظ على المياه كأحد مصادر الطاقة، وكذلك مشروع استبدال السيارات القديمة التي تمثل أحد المخاطر الرئيسية على البيئة، كما أقامت مصر مشروعاً قومياً ضخماً بأسوان بإنشاء محطة بنبان لتوليد الطاقة الكهربية باستخدام الطاقة الشمسية التي تعد من أكبر المحطات على مستوى العالم التي تنتج 1650 ميجا وات.
التنمية والبيئة
وأشاد الدكتور محمود صقر البحث العلمى في مستهل محاضرته على الجهود الضخمة التي تبذلها جامعة أسيوط في مجالات التنمية والبيئة وتوعية الشباب بأهمية التنمية المستدامة وأسس تحقيقها على أرض الواقع، وكذلك توعيتهم بالمخاطر البيئية وضرورة مواجهتها وتقليل آثارها السلبية على شتى جوانب حياتنا، حيث تحولت إلى مؤسسة خضراء يحتذى بها، مشيداً في ذلك بتنظيم الجامعة الرائع للنسخة الأولى من المنتدى الذي يدل على قدرتها على تنظيم أضخم الفعاليات باقتدار وتميز، مشدداً على أهمية الحدث الذي يستعرض استراتيجية طموحة لمجابهة التغيرات المناخية والمشروعات الواجب تنفيذها خلال الفترة المقبلة بما يتماشى مع رؤية واستراتيجية الدولة للتنمية المستدامة.
خطر التغيرات المناخية
كما أكد الدكتور محمود صقر، أن الوزارة والأكاديمية تعملان معاً في إطار رؤية الرئيس السيسي إلى توحيد الجهود في مجابهة خطر التغير المناخي الذي يهدد الوجود الإنساني ككل، ثم استعرض تاريخ الأكاديمية منذ إنشائها وجهودها في معاونة وزارة التعليم العالي في تهيئة مناخ مناسب لنمو التكنولوجيا والعلوم والابتكار في مصر تخطيطاً وتمويلاً، مشيراً إلى دراسة عالمية تؤكد قدرة مجتمع العلوم والابتكار في مصر على إنتاج المعرفة مثل الأبحاث المنشورة دولياً وبراءات الاختراع وغيرها، التي تسعى الأكاديمية إلى إزالة العقبات في طريق تحويلها إلى مشروعات ذات قيمة اقتصادية عالية، حيث تعمل الدولة على التوسع في إنتاج التكنولوجيا وتصديرها إلى الخارج.
أهداف التنمية المستدامة
وأضاف أن للأكاديمية دوراً كبيراً في تحقيق استراتيجية مصر للتغير المناخي 2050م، حيث رسمت خريطة طريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل التحديات المناخية والتكيف وصون الطبيعة من خلال محاور ستة هي الأبحاث الاستراتيجية، التمويل الأخضر، الشبكات المحلية والدولية، التكيف المجتمعي والمؤسسي، التعليم العالي، العلوم والابتكارات التكنولوجية والخضراء، مشيراً إلى دور cop27 في هذا المجال حيث خرجت بالعديد من التوصيات والمبادرات، التي تدعو إلى إعادة توجيه بعض مواردنا وأنشطتنا نحو الأبحاث الخضراء التي تتمحور حول البيئة والتنمية المستدامة.
واختتم الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي محاضرته بالتأكيد على أن التغيرات التي يشهدها العالم من كوارث وحروب لابد أن يتم أخذها فى عين الاعتبار وتكون سبباً في إعادة ترتيب الأولويات في ضوء المتغيرات العالمية وهو ما يتطلب مزيد من الاعتماد الدولي في مجال البحث العلمي.