قدمت الدكتورة سامية حسن، رئيسة تنزانيا، الشكر إلى مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى، على المساهمة الكبيرة فى إقامة مشروع سد جوليوس نيريرى، مضيفة أن مشروع السد يمثل تنمية شاملة ومستدامة للبلاد، كما يفتح مجالات كثيرة للتنمية فى المشروعات الزراعية.
جاء ذلك خلال الاحتفال ببدء الملء الأول لخزان السد، وتدشين بوابة نهر روفيجى بعد إغلاقها مدة 3 سنوات، وبثت قناة «القاهرة الإخبارية» الاحتفالية المتعلقة بالمشروع الذى نفذته شركات مصرية، بعدما أعطت رئيسة البلاد إشارة البدء وسط حضور مميز لوفد دبلوماسى مصر وعدد كبير من البعثات الدبلوماسية العاملة فى العاصمة دار السلام.
سامية حسن خلال احتفالية الملء الأول: السد يوفر إمكانات ضخمة لاقتصاد البلاد ويحمي التنزانيين من الفيضانات
وقالت الدكتورة سامية حسن، بحسب موقع «دار 24» التنزانى، إن مشروع السد أظهر أنه يمكن القيام بأشياء عظيمة، وتابعت أنه على الرغم من وجود العديد من التحديات، فإن المشروع قد تحقق، ووصفت افتتاح السد بأنه يأتى فى يوم تاريخى، طال انتظاره، وتابعت: «أيها الإخوة، اليوم هو يوم تاريخى وهذا يدل على أن البلاد لديها القدرة على خلق أشياء عظيمة لنفسها، وبسبب حجم وقدرة هذا السد، سوف يتم توفير إمكانات ضخمة لاقتصاد البلاد، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم توفير الكثير من المياه، ما يمكّننا من توفير مياه نظيفة وآمنة للمواطنين، ويقلل من مخاطر مشكلات المياه، وخاصة حول المنطقة القريبة من السد، بما فى ذلك العاصمة دار السلام، كما سيساعد على منع الفيضانات».
مكاسب المزارعين والرعاة
وأشارت الرئيسة التنزانية إلى أن المزارعين والرعاة فى البلاد قد تأثروا بسبب فيضان نهر روفيجى لسنوات عديدة، ما أثر على العديد من الأسر، لكن السد سوف يسهم فى القضاء على المشكلة حيث ستتدفق المياه بمستوى كافٍ وخاضع للسيطرة، وتحت عنوان «أظهر سد نيريرى أنه يمكننا القيام بأشياء عظيمة» أبرزت صحيفة «هبارى» التنزانية إشادة رئيسة الجمهورية بملء سد جوليوس نيريرى بعد أن وصلت نسبة تشييده إلى 78.68%، كما تطرقت إلى آثاره الاقتصادية والاجتماعية المتميزة.
وزير الطاقة التنزاني: حدث تاريخي والشركات المصرية المنفذة للمشروع التزمت بمعايير التنمية المستدامة
من جانبها، أبرزت صحيفة «ديلى نيوز» التنزانية إشادة الدكتورة سامية حسن بمشروع السد، والذى من المقرر أن ينجح فى توليد حوالى 2115 ميجاوات من الكهرباء، ونقلت الصحيفة عن جانفى مكامبا، وزير الطاقة التنزانى، من موقع افتتاح السد، أن تدشين المشروع هو حدث تاريخى، وأوضح «مكامبا» أن السد الذى سيتم استخدامه لتوليد الكهرباء، بنى على مساحة تتجاوز 916 كيلومتراً مربعاً ولديه قدرة تخزين تصل إلى 33.2 مليار متر مكعب من المياه.
أرخص مصدر لتوليد الكهرباء
وأوضح «مكامبا» للصحيفة أنه من المقرر الانتهاء من أعمال البناء فى المشروع بشكل كامل يونيو 2024، حيث يعد المشروع خطوة مهمة نحو توفير إنتاج الطاقة فى تنزانيا، من خلال توفير مصادر كهرباء قليلة التكلفة، حيث بدأ البناء الفعلى للمشروع فى ديسمبر 2018 كجزء من هدف نسعى من خلاله إلى خفض تكلفة إنتاج الكهرباء، من خلال الطاقة الكهرومائية، والتى تظل أرخص مصدر لتوليد الكهرباء فى البلاد مقارنة بمصادر الطاقة المختلفة، كما يعد المشروع ضرورياً أيضاً للسيطرة على الفيضانات المتكررة وتعزيز السياحة، وأوضخ «مكامبا» أنه على عكس محطات الطاقة الكهرومائية الأخرى التى تعتمد على تدفق المياه لتوليد الكهرباء، فإن المياه التى سيتم تخزينها فى السد يمكن أن تنتج الكهرباء لمدة ثلاث سنوات متتالية حتى فى حالة عدم هطول الأمطار.
تشغيل القطارات الكهربائية الجديدة
وأبرزت الصحيفة جهود الشركتين المصريتين المنفذتين: «المقاولون العرب» و«السويدى إليكتريك»، وتعهدهما فى مناسبات مختلفة بإكمال المشروع فى الوقت المحدد، حيث سيتم نقل الكهرباء المولدة من المشروع عبر خط طاقة عالى الجهد تبلغ قدرته حوالى 400 كيلو فولت إلى محطة فرعية حيث سيتم دمج الطاقة فى شبكة الكهرباء الوطنية، وتعتبر الطاقة التى سيتم توليدها من المشروع ضرورية أيضاً لتشغيل القطارات الكهربائية الجديدة، والتى ما زال بناؤها قيد مراحل مختلفة من التنفيذ، كما يعد تنفيذ المشروع جزءاً من خطة التنمية الخمسية الوطنية الثالثة فى تنزانيا التى تمتد بين 2021/22 و2025/26، كما سيكون المشروع أكبر مشروع لتوليد الكهرباء فى شرق أفريقيا ومن بين المشروعات الأضخم مقارنة بالسد العالى الذى ينتج حوالى 2100 ميجاوات وسد كابورا باسا فى موزمبيق الذى ينتج 2075 ميجاوات وسد لوكا فى أنجولا الذى ينتج 2069 ميجاوات.
مراعاة الشروط البيئية
ونقلت صحيفة «ذا سيتزن» التنزانية عن مهراج تشاندى، المدير العام لمؤسسة الكهرباء فى تنزانيا، أن مشروع السد، تمت مراعاة كافة الشروط البيئية خلال تنفيذه، وتابع فى تصريحات نقلتها الصحيفة: هذه ليست المرة الأولى التى نبنى فيها سدوداً، لقد بنينا سدوداً مثل «متيرا»، و«كيهانسى»، وقمنا بتحليل الوضع البيئى وتنفيذ خطة بيئية محكمة، وتم وضع جميع الاحتمالات فى الاعتبار، ونلتزم بتقديم تقارير بشكل دورى ونطلع وسائل الإعلام الدولية عليها، وفى حديثه عن أسعار الكهرباء، قال «تشاندى» إن تكلفة إنتاج الكهرباء فى البلاد سوف تنخفض مع تنفيذ المشروع، موضحاً آليات معينة ستتخذها حكومة بلاده من أجل خفض فواتير الكهرباء التى يدفعها المواطنون مقارنة ببعض الدول.
مدير عام الكهرباء بتنزانيا: أصبح لدينا مصدر جديد يقلل تكاليف الإنتاج
وأضاف «تشاندى»: «سعر توصيل الكهرباء سوف يقل بنسبة 50% فى المتوسط من التكلفة الفعلية، لذلك عند بداية عمل توربينات السد، سيكون لدينا مصدر آخر من شأنه أن يقلل التكاليف بشكل أكبر»، وأشار «تشاندى» إلى أن حكومة بلاده تبذل جهوداً فى زيادة مصادر الكهرباء، بما فى ذلك السد الذى بدأت عملية الملء الأول له، لكن الخطة لا تزال قيد التنفيذ من أجل إنتاج كهرباء قادرة على دعم الصناعات فى البلاد بشكل كبير، وقال: «هذا المشروع سيوفر الكثير من الكهرباء، لكن هذا المشروع هو إحدى مراحل الرحلة الطويلة التى نخوضها كدولة لإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء».