حققت الرائدة الريفية على مستوى الجمهورية جهودا كبيرة بالمساهمة في نشر التوعية الصحية والمجتمعية بين عموم الناس، وهمزة الوصل بين المؤسسات وأهل القرية لتصل ذكية محمد صابر أحمد البيدق، صاحبة الـ59 عاما، من خلال عملها الدؤوب على مدار سنوات، وتفوز بلقب الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية «رائدة ريفية» بفضل عطائها اللامحدود بعد اختيارها من وزارة التضامن الاجتماعي، والتى عاشت قصة كفاح بدأتها مبكراً في بيت أبيها، ثم في بيت زوجها بعد أن تركها زوجها وحيده، وتزوج بأخرى لتعيش معاناة مرض أبنائها الثلاثة.
أبنائي الثلاثة مصابون بضمور العضلات
«الوطن» دخلت منزل الأم المثالية الرائدة الريفية على الجمهورية ذكية محمد صابر أحمد البيدق في قرية الضهرة «السالمية» مركز فارسكور بمحافظة دمياط الحاصلة على دبلوم ثانوى تجاري، وتعمل رائدة ريفية بمديرية التضامن الاجتماعي بدمياط وتروى قائلة: «نشأت وسط أسرة بسيطة وتزوجت مثل أي فتاة من أهل القرية وأنجبت ثلاثة ذكور وفتاة، وعندما أنجبت ابني الأكبر وفي بداية عمرة لاحظت عليه عدم الاتزان أثناء المشي وعند زيارة أحد أقرابنا ويعمل طبيب حيث أكد لنا أن ابني يعاني من مرض ضمور العضلات ونصحني بالكشف عليه، ولكنني لم أصدق أن ابني مصاب بأي مرض وكشفت عليه ورجعت من عند الطبيب بصدمه وابني الثانى والثالث عندهم نفس المرض».
زوجي تخلى عني وأولادي
«لم يتحمل زوجي أولاده المرضى»، حسب سيدة الجمهورية بنت دمياط لـ«الوطن»، مضيفة: «وتركني وتزوج بأخرى وعملت رائدة ريفية بمديرية التضامن كي أساعد في العمل المجتمعي والتطوعي ونشر الوعي وضرورة دمج الأبناء ذوي الهمم، وكان يساعدني والدى بجانب عملى فى الإنفاق على أبنائى وبعدما توفى والدى، عملت بمشروع الأسر المنتجة داخل الشئون المخبوزات وعند إغلاقه عملت مشروع المخبوزات خاص بى وشجعنى زملائى، وكبر المشروع وتوفي أبنائي الذكور الثلاثة بعد معاناة مع المرض».
أمي جبل تحملتني ووقفت بجانبي
إيمان بنتها الوحيدة شرحت لـ«الوطن»، أن مصيرها مثل أمها، وعقب زواجها أنجبت طفلا يعاني من نفس المرض وتركها زوجها في دمياط هي الأخرى، وعادت لتعيش مع أمها هي وابنها وتؤكد أن أمها «ذكية» تحملتها ووقفت بجانبها ووصفتها إيمان بأنها «جبل» لتحملها وتخطيها كل ما مرت به على مدار سنوات طويلة في رحلة كفاح ومعاناة، تألمت فيها نفسياً ولكنها ظلت صابرة ومحاسبة على مرض أبنائها، وتحملت قسوة الحياة، عقب أن تركها زوجها وتخلى عنها قائلة: «عملت مع أمي فى مشروع المخبوزات، وأمنيتي ووالدتي أن ترى حفيدها يقوم بأداء العمرة في السعودية على أمل أن يخفف الله آلامهم وأن يشفيه من مرضه».