تحدث خبير الأعماق إدوارد كاسانو، المسؤول عن عملية إنقاذ الغواصة «تيتان»، بشكل عاطفي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل ساعات، خلال حديثه عن كيفية تحول مهمة إنقاذ ركاب الغواصة، التي فقدت في عمق المحيط الأطلسي، إلى عملية لاستعادة جثث 5 أشخاص كانوا على متنها.
وقال إدوارد كاسانو، الرئيس التنفيذي لشركة «بلاجيك ريسيرش سيرفيسز» (Pelagic Research Services)، إن شركة «أوشن جيت» (Ocean Gate)، مشغلة الغواصة تيتان، اتصلت بفريقه بعد فترة وجيزة من انقطاع الاتصال بالغواصة في 18 يونيو الماضي، وفق ما نشر بموقع «أيه بي سي نيوز» الإخباري اليوم الأحد.
عملية انقاذ تحولت لانتشال جثث ركاب الغواصة
وأضاف «كاسانو» أنه عندما وصل وزملاؤه إلى الجزء البعيد من المحيط، حيث اختفت الغواصة تيتان، علموا أنه سيتعين عليهم القيام بما حاول خبراء أعماق البحار الآخرون فعله دون جدوى، وهو العثور على غواصة فقدت في أعماق شمال المحيط الأطلسي.
لقد شرعوا في إنزال الروبوت «أوديسيوس» (Odysseus)، من على متن سفينة الإنقاذ، بواسطة «حبل سري» طويل، حتى تم إنزاله إلى قاع المحيط، وهي عملية استغرقت حوالي ساعة ونصف.
وبعد لحظات من وصول الروبوت أوديسيوس إلى قاع البحر في 22 يونيو، أرسلت الكاميرات عالية الدقة صوراً للحطام الذي كان بلا شك ما تبقى من الغواصة تيتان، حيث تلاشت آمالهم في إنقاذ طاقم الغواصة المكون من خمسة أفراد.
عملية معقدة للغاية ومحفوفة بالمخاطر
قال «كاسانو»، وهو يغالب دموعه من البكاء، واصفاً لحظة العثور على الحطام: «يجب أن أعتذر عن البكاء»، مؤكداً أنه وطاقمه ما زالوا يعانون من الكثير من المشاعر، وفق ما نشر بموقع «بيونس إنسايدر».
وعن عملية تحديد مكان الحطام واستعادته أوضح: «إنها عملية معقدة للغاية ومحفوفة بالمخاطر، وللأسف تحول مهمة الإنقاذ إلى محاولة لاستعادة جثث الركاب الخمس».
وأضاف إنه عند وصول فريقه إلى الموقع في شمال الأطلسي، حيث هبطت تيتان، كان هناك بالفعل أسطول من 10 سفن وطائرات، كانت إحدى السفن تابعة لشركة «ديب إينرجي» (Deep Energy)، والتي عادةً ما تضع الأنابيب والكابلات في المياه العميقة.
وقال «كاسانو» إن شركة «ديب إينرجي» استعانت بغواصة، لكنها تمكنت فقط من الوصول إلى عمق 2700 متر (8858 قدمًا)، بينما كان حطام تيتان موجودًا في قاع البحر على بعد حوالي 12500 قدم (3810 مترًا) تحت الماء.
ولفت إلى أن فريق «بيلاجيك» أجرى عمليات بحث على مدار 24 ساعة، باستخدام الروبوت «أوديسيوس»، حتى بعد العثور على الحطام، وقال إنه أثناء ربط الروبوت بسفينته الأم، استخدم قدرات رفع ثقيلة لاستعادة الحطام الثقيل من قاع المحيط.
الضحايا كانوا مدفوعين بشغف الاستكشاف
وعند سؤاله عن رأيه في رحلة تيتان، قال «كاسانو» إنه بناءً على تجربته الخاصة مع شركة تركز على أبحاث أعماق البحار، إنه يعتقد أن الطاقم كان مدفوعاً «بشغف الاستكشاف».
وبعد الإبلاغ عن فقدان الغواصة تيتان في 18 يونيو، أظهر تحليل لبيانات صوتية في الموقع المحتمل للغواصة المفقودة، مؤشرات ترجح حدوث انفجار داخلي، أو انفجار في المنطقة التي كانت فيها الغواصة عندما فقدت الاتصالات، وفقًا لمسؤول كبير في البحرية الأمريكية.
حطام تيتان، الذي يُعتقد أنه انفجر في ذلك اليوم أثناء هبوطه، كان يقع على بعد حوالي 1600 قدم (488 مترًا) من تيتانيك في قاع المحيط.
قُتل على الفور الـ5 ركاب وهم ستوكتون راش، قائد الغواصة تيتان والرئيس التنفيذي لشركة (Ocean Gate)، الشركة التي تمتلك الغواصة وتشغلها، مع اثنين من أفراد عائلة باكستانية بارزة، شاهزادا داود، وابنه سليمان داود، والمغامر البريطاني هاميش هاردينغ؛ وخبير تيتانيك، بول هنري نارجوليت.
قامت الشركة بتحصيل 250 ألف دولار لكل مسافر للمشاركة في الرحلة، ويأمل خفر السواحل أن تؤدي التحقيقات الجارية في المأساة إلى اتخاذ تدابير لتحسين سلامة الغواصات، وتشارك وكالات حكومية أخرى في الولايات المتحدة وكندا في التحقيق.