«وصل بيا الحال أمد أيدي للقريب والغريب عشان أستر بناتي».. كلمات قاسية رددتها «عائشة» الزوجة الأربعينية، وهي تجلس على طاولة خبراء التسوية داخل محكمة الأسرة في إمبابة، وتحاول أن تجمع كلماتها المبعثرة من كثرة البكاء، لتلتقط أنفاسها، وتبدأ في التسول للخبراء لإيجاد حل لها، بعد أن امتنع زوجها والد بناتها الـ 3، عن الدفع لتجهيزهم للزواج، وعلى مدار جلستين تمكن الخبراء من إقناع الأب بالتكفل بمصرفات بناته كاملة.
زواج دام 20 عاما
«أنا كل اللي طلبته إنه يشيل معايا الهم، وإن مش ذنبي إن خلفتنا بنات»، كان هذا هو الطلب الأخير الذي طلبته السيدة المكلومة من زوجها، قبل أن يعتدي عليها ويطردها وبناتهم من المنزل، ليجعلها تتذوق مرارة التجول داخل محكمة الأسرة لتأخذ حقها وبناتها، مضيفة أنها عندما تزوجته كان موظفة بمرتب ضعيف ووافقت على حاله، وعاشت معه 20 عامًا وكانت تعمل وتعينه على متاعب الحياة.
مسحت «عائشة» دموعها واستكملت حديثها مع الخبير الاجتماعي «بأنها أنجبت 3 فتيات، ومع إنجاب كل فتاة كان يغضب منها ويقلب حياتها راسًا على عقب، ويتهمها بأنها السبب في إنجابهن، ومنذ بداية الزواج وهي من تتكفل بجميع مصرفات المنزل، ومصروفات بناتهم الدراسية حتى أنه عملت في وظيفتين في نفس الوقت، لتتمكن من من تجهيز بناتها واستكمال تعليمهم، وعانيت معه كثيرًا، حتى أعتقدت أنها أخذت الزيجة لبر الأمان.
الزوجة: أهلي قالوا لي مينفعش تطلقي
«كنت فاكرة إن كده بنقذ الجوازة والبيت، وكنت عايشة معاه عشان البنات، ولما لقيته مش بيصرف عليا ولا على البنات بدأت أطلب منه، وكل مرة يمد إيده عليا، ويهيني ويهددني بالطلاق، وكنت بسكت عشان أهلي قالولي مينفعش أطلق وأما معايا بنات على وش جواز، لكن أخر مره ضربني وطردني أنا وبناته»، وفقًا لحديث الزوجة لخبراء التسوية.
واختتمت الزوجة حديثها قبل أن يتم الصلح بينها وبين زوجها، بأن لم تتردد في اللجوء لمحكمة الأسرة وأقامت ضده دعوى خلع، حملت رقم 61928، لتعيش ببناتها في سلام بعيدًا عن العنف، لكن خلال جلستين تمكن خبراء التسوية من إجبار زوجها لتكفل بمصروفات بناتهم كاملة بالإضافة لمصروفاتها والمنزل.