أكد خبراء، لـ«الوطن»، أن زيارة سلطان عُمان، هيثم بن طارق، للقاهرة زيارة تاريخية لأنها أول زيارة للسلطان هيثم بن طارق للقاهرة بعد توليه مقاليد الحكم، واعتبروا أن الزيارة ذات أهمية كبيرة، وستعد قوة دفع للعمل العربى المشترك بعد قمة جدة والإعلان الصادر عنها، وسيكون لها دور مهم فى نزع فتيل الأزمات فى عدد من الدول بالمنطقة.
«العرابى»: دفعة قوية للعلاقات بين البلدين
وقال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة سلطان عُمان، هيثم بن طارق، للقاهرة أول زيارة بعد توليه مقاليد الحكم فى عُمان، وستكون دفعة قوية للعلاقات التاريخية بين مصر وسلطنة عُمان، مؤكداً أن العلاقات منضبطة ولم تشهد أى اضطرابات من قبل، موضحاً أن للزيارة دلالة مهمة بعد قمة جدة وكذلك ستكون دفعة قوية للعمل العربى المشترك وفقاً لإعلان جدة، منوهاً بأن الزيارة تأتى وسط تحديات إقليمية، والسياسة العُمانية تعتمد على الحوار والدبلوماسية وسيكون لها دور قوى فى نزع فتيل الأزمات فى المنطقة.
وأشار «العرابى» إلى أن كل الملفات ستكون مطروحة للمباحثات سواء اليمنية أو السورية أو الليبية والأزمة السودانية، وسيقتصر الأمر على دعوة الأطراف السودانية للالتزام بالحوار ونبذ العنف، خاصة بعد تشكيل اللجنة الثلاثية من الجامعة العربية والجهود السعودية والأمريكية والتوصل لاتفاق الهدنة.
«العنانى»: مسقط تدعم مصر فى قضية السد الإثيوبى
وقال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن زيارة سلطان عُمان للقاهرة لها دلالات مهمة جداً بعد قمة جدة، وتعد من مخرجات القمة، مشيراً إلى أن سلطنة عُمان دولة مهمة واستراتيجية، وتؤكد على حق مصر المائى وتدعم مصر فى قضية السد الإثيوبى، وهناك توافق سياسى بين مصر وسلطنة عُمان فى العديد من القضايا، خاصة ما يتعلق بأمن المنطقة العربية، لأن سلطنة عُمان دولة محورية ولها أدوار مهمة فى التوافق بين السعودية وإيران.
توافق الرؤى بين السيسي وهيثم في عدة ملفات
وأشار «العنانى» إلى أن الزيارة ستشهد الحديث عن إيجاد حل سياسى للأزمة السورية وإعادة إعمار سوريا، خاصة بعد عودة سوريا لأحضان العرب وحضور الرئيس السورى بشار الأسد القمة العربية فى جدة.
ونوه «العنانى» بأن الأزمة السودانية ستكون حاضرة بقوة على رأس المباحثات لدعم الحل السياسى والتنسيق والتشاور بشأن الأزمة، خاصة أن مصر وسلطنة عُمان تدعمان الحل السياسى وترفضان التدخلات الأجنبية، وسلطنة عُمان لديها استثمارات فى السودان، موضحاً أن مصر تبحث عن زيادة الاستثمارات الخارجية فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، خاصة أن مصر سوق مهمة للاستثمار ولديها بنية تدعم الاستثمارات الخارجية.
«السعداوى»: تعظيم التعاون الاقتصادى
وقال الدكتور عاطف السعداوى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة سلطان عُمان للقاهرة تاريخية، وهى أول زيارة للسلطان هيثم بن طارق للقاهرة، وثالث لقاء بين الزعيمين المصرى والعُمانى، وهناك تفاهم بين مصر وعُمان فى ملفات عدة، مضيفاً أن العلاقات بين مصر وعُمان متميزة، وهناك توافق فى الرؤى السياسية بين البلدين من جهة التوسط فى السلام وتهدئة الملفات المشتعلة بالمنطقة والحفاظ على الدول، وهناك محركات واحدة لجهود الدولتين.
وأكد «السعداوى» أن الزيارة ستكون لها أهمية كبيرة فى إعادة العلاقات المصرية – الإيرانية، لأن سلطنة عُمان لها علاقات مهمة مع إيران، ولعبت دوراً مهماً فى عودة العلاقات الإيرانية – السعودية، والزيارة ستشمل مباحثات حول إعادة إعمار سوريا والحل السياسى للأزمة هناك، مشيراً إلى أن هناك توافقاً بين مصر وسلطنة عُمان فى السياسة الخارجية وسيتم التباحث حول التوصل لحل دائم فى اليمن، فضلاً عن الأزمة السودانية والقضية الفلسطينية.
لفت إلى أن هناك رغبة مصرية لتعظيم التعاون الاقتصادى وزيادة التبادل التجارى بين البلدين، لأن الزيارة ستتضمن تفعيل زيادة الاستثمارات العُمانية فى مصر، وذلك سيعتمد على الوفد المرافق الذى يشمل رجال أعمال ووزراء المجموعة الاقتصادية.
السفير العُماني: من المقرر التوقيع على 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم
أكد سفير سلطنة عُمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، عبدالله بن ناصر الرحبى، أهمية الزيارة التى يقوم بها السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، على رأس وفد سياسى واقتصادى رفيع المستوى إلى القاهرة.
وقال سفير سلطنة عُمان بالقاهرة إن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر تأتى فى توقيت مهم، بعد اجتماع القادة العرب فى قمة جدة وفى ظل تحولات كبرى يشهدها العالم، خاصة العلاقات العربية – العربية بعد عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية.
وأضاف «الرحبى» أنه من المقرر أن يتم خلال الزيارة، التى تستمر لمدة يومين، التوقيع على ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم فى مجالات التعليم والقضاء والوثائق والتراث والنقل والطيران والازدواج الضريبى بين البلدين.
وأشار إلى أنه سيتم على هامش الزيارة تنظيم لقاء اليوم الاثنين لوزيرى المالية والتجارة والصناعة ورئيس جهاز الاستثمار بسلطنة عُمان مع عدد من رجال الأعمال المصريين للتعرُّف على فرص الاستثمار فى عُمان، خاصة مع بدء رسم خارطة طريق للاستثمار بسلطنة عُمان مع بداية 2021.
وأكد السفير قوة ومتانة العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان منذ عصر الفراعنة، ووصفها بأنها متينة وتاريخية، مشيراً إلى أن سياسة سلطنة عُمان تقوم على مبدأ الاحترام وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.