عام 1962 طّل لأول مرة على شاشة التلفزيون الوجه الجديد عبدالله غيث، من خلال مسلسل هارب من الأيام، وذلك بعد أداء أدوار ثانوية في عدد من أفلام السينما، ليحقق بهذا العمل الدرامي نجاحًا ونجومية لم تكن في الحسبان.
لكن كيف حظى الشاب عبدالله غيث على أول بطولة له بالتلفزيون؟ وهل كان هو المرشح الأول لهذا العمل الدرامي؟ الإجابة لم يكن هو الاختيار الأول لهذا العمل، ولكن كانت البطولة في البداية من نصيب الفنان فريد شوقي.
مع تأسيس التلفزيون عام 1960 عرض المخرج نور الدمرداش على فريد شوقي بطولة أول تجربة لمسلسل ينتجه التلفزيون في حلقات هارب من الأيام، من سيناريو فيصل ندا عن قصة ثروت أباظة، وتم كتابته في 15 حلقة وسبق تقديمه بالإذاعة.
أول مسلسل تليفزيوني
وحسب الكاتب سمير شحاتة في كتاب «جعلوني ملكًا» الصادر عن الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، قال فيصل ندا: «بحثنا عن بطل جماهيري، وتم الاستعانة بفريد شوقي، ولكن بعد موافقته تراجع بعد أن شكك البعض في نجاحه بعمل تلفزيوني يقدم في حلقات وكان الأول من نوعه فاعتذر».
وشعر فريد شوقي بالخوف من التليفزيون الذي أصبح منتشرًا بالبيوت، وتساءل كيف سيكون متاحًا بهذه السهولة، وحسب صفحات الكتاب، هناك من أوهمه أن هذا الانتشار السهل للممثل سيكون ضده، بعكس السينما التي تجعل الفنان عزيزًا ينزل إليه الجمهور من منزله.
بطل جماهيري
كان فريد شوقي يخاف من جهاز التلفزيون ولا يحبه، وبالتالي ذهب الدور إلى الوجه الجديد عبدالله غيث، ليجد نفسه في أيام قليلة فنانًا معروفًا ومشهورًا ويكون بداية انطلاقته بالفن، وبعد 5 سنوات من عرض المسلسل قدم «فريد» نفس القصة فيلمًا سينمائيًا بنفس العنوان «هارب من الأيام» مع محمود المليجي وسميرة أحمد، إخراج حسام الدين مصطفى، سيناريو وحوار فايق إسماعيل.
مسلسل هارب من الأيام بطولة عبدالله غيث، حسين رياض، مديحة سالم، توفيق الدقن، سعيد صالح، محمود الحديني، محمود عزمي، إحسان القلعاوي، عبدالرحيم الزرقاني، سيناريو وحوار فيصل ندا، إخراج نور الدمرداش.