تحل اليوم الذكرى الأربعين لوفاة الفنان محمود المليجي، الذي فارق الحياة يوم 6 يونيو عام 1983 عن عمر ناهز 72 عاما، تاركًا خلفه تاريخ طويل من الأعمال الفنية، وإرثا ثقافيا كبيرا، أثرى به الفن المصري والعربي، بأفلام ومسلسلات شكلت بصمة خاصة له، كما ترك خلفه حكايات شيقة لا تُنسى، رواها بنفسه في حياته.
لعل أغرب هذه القصص التي رواها محمود المليجي، كانت في لقاء إذاعي قديم، ببرنامج «كرسي الاعتراف»، حينما طرح عليه المذيع سؤالا بأن يعترف بشيء مجهول عنه، فحكى قصة غريبة يعود أصلها لفترة دراسته في المرحلة الابتدائية بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية.
حكاية جواب غرامي «فشنك» لمحمود المليجي
حكى «المليجي» في تسجيل نادر له، أنه كان داخل فصل من طلاب أكبر منه سنًا، وكانت تأتي لهم جوابات غرامية دائما، إلا هو، لا أحد يرسل له، ما أثار غضبه فقرر أن يكون مثلهم، وفكر في حيلة ذكية تأتي له بالجوابات الغرامية.
قرر «الميجي» التلميذ، أن يكتب هو الجوابات لنفسه، وبالفعل فعل ذلك، لكنه كتبها بطريقة خاصة لا يفهمها إلا هو، عن طريق الأرقام، ووضع أمام كل رقم حرف يرمز له، فعلى سبيل المثال رقم 1 يعني أ، ورقم 2 يعني ب… وهكذا، حتى انتهى من كتابة جواب غرامي لنفسه، يقول «حبيبي محمود، بحبك أوي… إمضاء اسم فتاة».
بعدها وضع «المليجي» عطرًا على الجواب ووضعه في ظرف أزرق، وكتب عنوان مدرسة، ولكن المفاجأة حدثت بعد ذلك حينما جاء الجواب لمدير المدرسة، واستدعى الفنان الراحل، ليسأله عنه بعدما قرأ أرقام فقط بداخله، والأزمة أن الأمر كانت عام 1921، وكانت مصر في أعقاب ثورة، وفهم المدير، أنه جواب سري يحتوي على ما يشبه الشفرة، وله طابع سياسي.
أصبح حينها «المليجي» في موقف حرج لا يدري ماذا يفعل، إذا اعترف أنه جواب غرامي من فتاة، فيسكون عيبا عليه، وإذا سكت سيتورط في قضية سياسية بالخطأ، وإذا قال الحقيقة فيسنكشف أمره بالكذب أمام الجميع، لكن في النهاية آثر الحقيقة، وأعلم بها مديره.
عوقب الفنان الراحل من مدير المدرسة لما فعله، بأن ضربه وسط الطابور في فناء المدرسة على «الفلكة» 24 ضربة بـ«الخرزانة».