في الأسبوع الأول من شهر مارس عام 2013، انتهت حياة طبيب القلب العالمي داخل فيلته بمنطقة الحزام الأخضر، مات مقتولا، توصلت المباحث إلى مرتكب الواقعة، وكشفت دوافع وملابسات الجريمة، التي جاءت طبقًا لما ورد ملف القضية كالتالي:
جثة وسط بركة من الدماء
مع وصول عقارب الساعة لـ11 مساءً، كان هناك صراخات لرجل خمسيني يعمل حارس لإحدى الفيلل بالحزام الأخضر بالقرب من ميدان جهينة بمدينة 6 أكتوبر، وهو يردد «الحقوا الدكتور مات.. الدكتور اتقتل»، سرعان ما حضرت الجيران واتصل حارس الفيلا بنجل شقيق المجني عليه، الذي حضر وأبلغ رجال المباحث، وانتقل فريق من ضباط مباحث قسم شرطة أول أكتوبر إلى مكان البلاغ، وفرضت القوات كرودنًا أمنيًا في محيط الفيلا، وتحفظت قوة أمنية على حارس الفيلا.
وبحضور محقق النيابة والمعمل الجنائي، صعد فريق المباحث إلى الطابق الثاني من الفيلا المكونة من طابقين محاطة بسور، وبدأ المحقق في إجراء مناظرة للجثمان وتبين الآتي: «الضحية يرتدي كامل ملابسه، ويدعى (ا.س)، طبيب قلب مشهور، كان يقيم في لندن، ويحضر إلى القاهرة كل عدة سنوات، ويقيم بمفرده في فيلته -مسرح الجريمة- حضر قبل شهرين من لندن لقضاء إجازة في مصر، مناظرة الجثمان أكّدت أن الجاني سدد للضحية طعنة في الرقبة والضهر مما يشير إلى أنَّه غافله وقيده وسدد له الطعنات، وهنا استنتج المحقق أن منفذ الجريمة أكثر من شخص، وتبين أيضًا وجود بعثرة في محتويات الغرفة، واختفاء حافظة نقوده».
الكاميرات ترصد صورة للمشتبه فيه
بينما كان محقق النيابة يناظر الجثمان، كان فريق من المباحث يناقش حارس الفيلا الذي أكّد في محضر الشرطة، أنَّه يعمل منذ 7 أشهر لدى المجني عليه وأنه كان يشتري بعض مستلزمات العشاء للضحية، وعقب عودته شاهده جثة هامدة، بالتزامن مع مناقشة حارس الفيلا، كان فريق من المباحث يفحص علاقات الضحية والمترددين عليه، وتبين أنَّه كان لديه حارس مقيم في منطقة إمبابة، وترك العمل منذ 8 أشهر، وأن إحدى الكاميرات رصدت ظهوره بالقرب من ميدان جهينة في وقت معاصر للجريمة، وتمّ الاستعلام عن البيانات كاملة من شقيق الضحية، وقبل مغادرة المحقق مسرح الجريمة، تمّ عرض المعلومات الخاصة بالمشتبه به عليه، وأصدر قرارًا بضبطه وإحضاره، وصرح محقق النيابة بدفن الجثة، عقب عرضها على الطب الشرعي، لتشريحها لبيان أسباب الوفاة.
لم تمر سوى 3 ساعات، وتمكّنت القوات من ضبط المتهم وتبين أنه شاب في العقد الثالث من عمره، كان يعمل حارس لدى الضحية، ومنذ فترة مر بضائقة مالية، وخطط لـ سرقة المجني عليه واستعان بصديقه، واستقلا سيارة ميكروباص لميدان «جهينة» وترجل على قدميهما وتسلقا سور الفيلا، وقتلا الضحية وسرقا حافظة نقوده، وتبين أن بداخلها 150 جنيهًًا، وأرشد على المسروقات، وتمت إحالتهما للنيابة التي باشرت التحقيق وأحالتهما للمحاكمة، وعقب تداول أوارق القضية عدة جلسات، قضت المحكمة بإعدام المتهمين ونفذت الجهات المختصة الحكم.