«صباح السعادة على اللي فازوا بالشهادة».. عبارة كتبها الشهيد النقيب عمر القاضي على صفحته الشخصية قبل استشهاده بعدة ساعات، لأنه كان دائمًا يتمنى الشهادة وكثيرًا ما يتحدث عنها أمام زملائه الأبطال، ولم يدر أن اسمه سيخلد بين الشهداء الذين حُفرت أسمائهم في قلوب محبيهم، أنه الشهيد النقيب عمر القاضي ابن قرية «ساقية المنقدي» بمركز أشمون في محافظة المنوفية، الذي زاد بروحه الطاهرة مع زملائه من أبطال الداخلية خلال عملية إرهابية نفذتها مجموعة من خوارج العصر من التابعين للتنظيمات التكفيرية في سيناء يوم عيد الفطر المبارك 2019، على كمين البطل 14 بالعريش في شمال سيناء.
اشتهر النقيب الشهيد بعبارة «دك الكمين ياسمير»، التي جسدت أسمى معاني التضحية بالنفس، إذ لم يهتم بإنقاذ حياته قدر اهتمامه بالتخلص من العناصر الإرهابية التي داهمت الكمين، ولذلك تستعرض «الوطن» نبذة عن حياة الشهيد النقيب عمر القاضي في السطور التالية:
إطلاق اسمه دفعة خريجي كلية الشرطة لعام 2019
الشهيد النقيب عمر القاضي تخرج عام 2017 ثم التحق بقطاع الأمن المركزي، وتمت ترقيته إلى رتبة نقيب بعد استشهاده في أول أيام عيد الفطر المبارك 5 يونيو 2019، وهو من أبناء محافظة المنوفية، وبعد مرور 15 يومًا على رحيله، وافق اللواء محمود توفيق وزير الداخلية في ذلك الوقت، على إطلاق اسمه على دفعة خريجي كلية الشرطة لعام 2019.
تمنى الشهادة ونالها بشرف
«كان دايما بيقولي نفسي يا ماما أبقى من الشهداء».. بهذه الكلمات روت والدة الشهيد عمر القاضي في حديث سابق لـ«الوطن»، أن نجلها كان دائمًا ما يحدثها منذ تخرجه في الكلية عن تمنيه وحبه للشهادة، مضيفة أنه أيضًا كان دائم الكتابة على حسابه الخاص على «فيسبوك»، أنه سوف يفارق الحياة شهيدًا ولا يتمنى من هذه الدنيا غير أن يلقى الله شهيدًا، لافتة إلى أن من ضمن آخر الأشياء التي دونها على حسابه الشخصي «فيس بوك»: «لكل أجل كتاب، عيدوا أنتم وأنا هستناكم هنا، ربما الموت يقترب مني وأنا لا أشعر به، لطفك يا الله في سكرة موتى أن تكون خاتمتي حسنة ثم الجنة».