كان يحتضن جثمان نجله ويبكي بحرقة، دموعه كانت تعبر هول الجريمة التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، لكن الأكثر ألما أن الأب الباكي هو مرتكب الجريمة بحق فلذة كبده، استفاق الرجل الخمسيني من الشجار مع نجله بسبب علبة سجائر عندما فوجئ بسقوطه على الأرض جثة هامدة.
اعتراف المتهم بقتل نجله
كاد الحزن أن يمزق قلب الأب مرتكب جريمة الطالبية فكان يصرخ كالمجنون: «ابني راح مني، ابني مات، أنا قتلت ابني» وأسرع بنقله إلى المستشفى فأخبروه الأطباء بوفاته وتم ايداع جثمان الشاب «أحمد.م» 18 سنة ثلاجة المستشفى، وسلم الأب المتهم بالقتل نفسه إلى الشرطة وتحرر محضر بالواقعة وأحيل إلى النيابة العامة.
علبة سجائر
واعترف المتهم الذي يعمل حارس عقار في منطقة الطالبية بالجيزة بتفاصيل جريمته مدعيًا أن نجله طلب منه نقودًا لشراء علبة سجائر فرفض فحدثت مشادة كلامية بينهما وخلالها أمسك المتهم سكينًا وطعن نجله طعنة واحدة استقرت في قلبه ومات على إثرها، ولم تكن لديه نية التعمد على القتل بحسب حديث المتهم أمام النيابة العامة.
تجديد حبس المتهم بقتل نجله
وعقب انتهاء المتهم من سرد تفاصيل الجريمة أعادته الشرطة إلى محبسه تنفيذَا لقرار قاضي المعارضات بتجديد حبسه لمدة 15 يومًا بتهمة القتل العمد وانتدب النيابة للطب الشرعي لتشريح جثمان الشاب لبيان أسباب وفاته رسميًا وتحفظت النيابة على السكين وأرسلته إلى الأدلة الجنائية لفحصه وبيان حالته الفنية.
عقوبة قتل شاب في الطالبية
يقول الخبير القانوني حازم محمد إن جريمة مقتل شاب في الطالبية على يد والده هي جريمة يعاقب عليها القانون وفقاً لنص المادة 2344 من قانون العقوبات حيث «يُحكم على فاعل هذه الجناية (أي جناية القتل العمد) بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، وهذا الظرف المشدد يفترض أن الجاني قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمد، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعنى أن هناك تعدداً في الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها».