تفسير الأحلام من العلوم التي لا تعتمد على قواعد معينة أو ثابتة، لكنها اجتهادات من العلماء للتعرف على دلالات الرؤى، حسب رؤية الشاهد، ومن تلك الرؤى رؤية الإبرة في المنام، وهو ما أوضحه محمد بن سيرين.
تفسير حلم رؤية الإبرة في المنام
قال محمد بن سيرين، العالم في تفسير الأحلام، إن رؤية الإبرة في المنام تحمل رموزا ودلالات متنوعة في الرؤى؛ إذ قد تُشير إلى المرأة أو الأمة بسبب قدرتها على «الثقب»، كما أنها تعكس بشائر الخير في حالة إدخال الخيط فيها، أو تنطوي على تحذير إذا جرى إدخال شيء آخر غير الخيط، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْحَيَاطِ﴾ [الأعراف: ٤٠].
رؤية الإبرة في المنام
وأشار «ابن سيرين»، في تفسيره لرؤية الإبرة في المنام، إلى أن رؤية الشخص وهو يخيط ملابس الآخرين، تدل على كونه شخصا ناصحا يسعى للإصلاح بين الناس، موضحا أن الإبرة تدعى في لغة العرب «المنصحة»، والخيط «النصاح».
واستشهد بقصة رجل رأى في منامه أنه حصل على خمس إبر ليس بها خروق، وأوضح أحد تلاميذ ابن سيرين أن الإبر الخمس ترمز إلى أولاد صالحين، بينما تشير الإبرة المثقوبة إلى ولد غير مكتمل الصحة، وقد تحققت الرؤية بعد ذلك كما فُسرت.
الغنى من دلالات رؤية الإبرة في المنام
وأكد العالم في تفسير الأحلام، أن الإبرة قد تدل على تحقيق الصلاح، خاصةً إذا كانت بخيط؛ إذ تزداد دلالتها على اكتمال الأمور والتئامها، موضحا أن خياطة الثياب تعني الغنى للفقراء، وإصلاح الحال للمفسدين، أما إذا رفع الشخص قطع الملابس، فإن ذلك يعكس التوبة من الغيبة أو الاستغفار عن الإثم.
وتابع «ابن سيرين»، بأن رؤية الإبرة في حالات أخرى تحمل دلالات مختلفة؛ فهي ترمز إلى شخص مؤلف أو امرأة مؤلفة، وقد تعني ضررا إذا استخدمها الشخص في إيذاء الآخرين، كما أن انكسارها أو فقدانها يشير إلى تفكك شؤون الرائي، لكنه قد يعاود الالتئام بعد ذلك.
وفيما يخص الخيط، أوضح ابن سيرين أنه دليل على البينة في الأمور، مستشهدا بقول الله تعالى: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [البقرة:187]، مضيفا أن الغزل في الحلم يحمل معانٍ مختلفة؛ إذ أن غزل الصوف أو الشعر يدل على خير، بينما غزل القطن أو الكتان يعكس عملا حلالا، لكنه قد يكون غير مستحب.
وأشار ابن سيرين إلى أن الإبرة أداة ترتبط بإتمام الأعمال وتحقيق الغايات، ورؤيتها في المنام قد تشير إلى السفر أو قدوم غائب، خاصةً إذا كانت مرتبطة بأدوات أخرى مثل المغزل أو الفلكة.