كانت تتحرك على أصابع قدميها وفي يدها اليمني «شاكوش» من الحديد، له يد خشبية لا يزيد طولها عن 30 سنتيمترا، بينما كانت صديقتها تجلس داخل الصالون منتظرة وصول كوب الشاي.
ضربات غادرة بالمطرقة الحديدة نزلت على رأس السيدة الخمسينية، فسقطت على الأرض جثة هامدة، ووقفت المتهمة بجانب الجثمان وكأنها لم ترتكب جرمًا بل جريمة مروعة ولسان حالها يقول: «كده هتجوز ابنها».
خديعة كوب الشاي
تلك الجريمة المؤلمة دارت فصولها داخل شقة المتهمة في منطقة فيصل بالسويس، بعد أن استدرجت صديقتها بخديعة كوب الشاي، للانتقام منها، لرفضها زواج نجلها من المتهمة، وقالت للجيران: «هو من همه هياخد واحدة قد أمه».
وعندما سمعت المتهمة ذلك استشاطت غضبا وأعدت خطة للانتقام منها، وبعد أن قتلتها اتصلت بطليقها «سائق توكتوك»، وطلبت منه معاونتها في التخلص من جثمان المجني عليها، فحضر بصحبة صديق له، وحملا الجثمان داخل «ميكروباص»، وألقيا به في منطقة نائية خالية من المارة.
وأمام النيابة العامة وقفت المتهمة في جلسة تحقيق مسائية، تشرح تفاصيل جريمتها والإفراط في التمثيل بجثمان صديقتها، وحرقه بمعاونة شريكيها في الجريمة عن طريق سكب كمية من الكيروس عليها حتى تفحمت الجمجمة، طبقًا لوصف ومعاينة النيابة العامة للجثمان: «كانت بتقول مينفعش ابنها يتجوز واحدة مطلقة وكبيرة عنه كمان».
العثور على جمجمة متفحمة
حالة من الرعب انتابت سكان منطقة فيصل في السويس، عقب العثور على جمجمة آدمية متفحمة، وانتقل فريق من الأمن العام ونجح في كشف هوية المجني عليها وبعد أيام من الجريمة التي حدثت قبل 10 أيام، أزاحت أجهزة الأمن الغموض حولها، وتبين أن صديقة المجني عليها كانت ترغب في الزواج من نجل الضحية لكن الأخيرة رفضت، فما كان من المتهمة إلا أن قررت التخلص منها دون علم نجلها زاعمة أن الجريمة ستقيد ضد مجهول وستتزوج حبيبها.
وقررت النيابة العامة حبس المتهمة ومعاونيها لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد، واعترف شريكيها في الجريمة أنهما حملا الجثمان، وحرقاه بمعاونة المتهمة الأصيلة في منطقة خالية من المارة.
محامي يشرح العقوبة
من جهته، قال ياسر سيد أحمد، المحامي بالنقض، إن جريمة قتل وحرق جثمان سيدة السويس من أبشع الجرائم، خاصة أن الضحية لم ترتكب جرمًا بحق المتهمة التي كانت تبيت النية على القتل والحرق بدافع الانتقام المفرط من المجني عليها التي رفضت زواج نجلها من المتهمة.
وأضاف سيد أحمد في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن عقوبة المتهمين وفق قانون العقوبات هي الإعدام شنقًا للمنفذ والمحرض، ولمن أخفى وحرق الجثمان، مشيرا إلى أن قاضي الجنايات سينزل تلك العقوبة على المتهمين، بعد تقديم أدلة الاتهام من قبل النيابة العامة.