خطة محكمة وضعها 3 أشخاص، بالاتفاق مع إحدى الفتيات، لسرقة الدارجات النارية بنطاق قسم شرطة الهرم بمحافظة الجيزة، واختار القدر الشاب محمد رجب، 18 عامًا، من محافظة الفيوم، عندما استوقفوه بمركبة الـ«توك توك» التي يقودها بمنطقة المريوطية «فيصل – الهرم»، وأوهموه برغبتهم في إحضار صديق لهم بعد إقناعه بزيادة الأجرة، فوافق على مطلبهم.
ولم يدر بخلد هذا الشاب، أن هذه التوصيلة هي الأخيرة في حياته وسط يوم عمل شاق في المنطقة، فما إن وصل بهم إلى جوار مصرف مياه بمنطقة كرداسة حتى تخلصوا منه خنقًَا بواسطة «تي شيرت»، وسرقوا هاتفه والـ«توك توك» الخاص به، وفروا هاربين.
جثة داخل مصرف نيلي
ساعات قليلة مرت على ارتكاب الجناة الجريمة، وعُثر على جثمان المجني عليه ملقاه بمصرف منشية البكاري بدائرة قسم شرطة كرداسة، وأبلغ أحد الأشخاص الشرطة التي انتقلت على الفور، وتم انتشال الجثة وتبين أنها للشاب محمد رجب صادق، 18 سنة، مصاب بكدمة أسفل العين، وبحوزته مبلغ مالي ألف ومائة جنيه.
خطة لكشف غموض الحادث
وضعت الأجهزة الأمنية خطة لكشف ملابسات وغموض الواقعة، كان من أهم بنودها معاينة مكان الواقعة معاينة دقيقة، أملا في الوصول لثمة متعلقات، أو شاهد رؤية، يفيد في كشف غموض الحادث وحصر علاقات وخلافات المجني عليه، وما إذا كانت ترتقي أي منها لارتكاب الواقعة من عدمه، وحصر فحص خطوط السير المحتملة للقدوم والهروب منها، أملا في الوصول لشاهد رؤية لكشف هوية المتهمين، ونشر أوصاف وبيانات الـ«توك توك» الخاصة بالمجني عليه، أملا في تحديدها والوصول إليها، واستخدام التقنيات الحديثة للوصول إلى الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه.
4 أشخاص من بينهم فتاة
وفقًا لبيان أصدرته وزارة الداخلية، أن مركز شرطة كرداسة بمديرية أمن الجيزة تلقى بلاغا بالعثور على جثة شخص مجهول على حافة أحد المصارف المائية بدائرة المركز، وحُرر محضر حمل رقم 9977 لسنة 2023، إداري كرداسة، وتم تشكيل فريق بحث بمشاركة قطاع الأمن العام ومديرية أمن الجيزة.
وأسفرت الجهود عن تحديد هوية المجني عليه، حيث اتضح أنه سائق مركبة «توك توك»، ومقيم بدائرة مركز شرطة طامية بالفيوم، وأن وراء ارتكاب الواقعة 4 أشخاص، من بينهم فتاة، هم «ع ا ع » 19 سنة، عامل، و«محمد ع ع»، 20 سنة عامل، و«عبدالله ي ع»، و«حميدة ح ح»، 17 سنة، وجميعم مقيمون بنطاق محافظتي الجيزة والقليوبية.
مركبة الـ«توك توك» بـ11 ألف جنيه
وخضع المتهمون إلى جلسة اعترافات تفصيلية، كشفوا فيها عن تصريفهم المضبوطات التي سرقوها من المجني عليه، حيث استغلوا عدم وجود المارة بمسرح الواقعة وتخلصوا منه باستخدام «تي شيرت»، وقاموا بشل حركته عن طريق تسديد عدة ضربات له بمنطقة الوجه لمنع مقاومته لمنع استغاثته حتى أزهقوا روحه وتركوه هاربين، وقاموا بأخذ هاتفه المحمول ومركبته،وتم بيع الهاتف بمبلغ مالي 700 جنيه، والتوك توك بـ11 ألف جنيه إلى أحد الأشخاص سيئي النية.
أنفقوا متحصلات السرقة على نزواتهم الشخصية
وأضافت الفتاة في اعترافاتها أمام جهات التحقيق أنها كانت على علم بالواقعة من بدايتها، وأن دورها كان يقتصر على مراقبة الطريق لحين قيام المتهمين الثلاثة من التخلص من المجني عليه، واقتسموا المبلغ على بعضهم، وأنفقوا متحصلات السرقة على نزواتهم الشخصية.
وقررت النيابة حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجددها قاضي المعارضات بمحكمة جنوب الجيزة 15 يومًا للمرة الثانية، وكلفت النيابة العامة إدارة البحث الجنائي بشرطة السياحة والآثار بالتحرى عن الواقعة وظروفها وملابساتها بعدما حُرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
العقوبة القانونية
وحول العقوبة القانونية المتوقعة للمتهمين، يقول المحامي والخبير القانوني حمدي العربي لـ«الوطن»، إن الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات نصت على أنه يُحكم على فاعل جناية القتل العمد بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، مشيرا إلى أن هذا الظرف المشدد، يفترض أن الجاني ارتكب بجانب جناية القتل العمد جناية أخرى، وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعني أن هناك تعددًا في الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.