ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي عقد مساء أمس، بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع.
وتناول الاجتماع، مناقشة عددا من الموضوعات ذات الصلة بأنشطة ومهام القوات المسلحة وجهودها في حماية ركائز الأمن القومي المصري على جميع الاتجاهات الاستراتيجية.
وتضمن الاجتماع، مناقشة تداعيات الأحداث الجارية داخل السودان الشقيق، جراء حالة التصعيد بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع بجمهورية السودان، وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خلال الفترة المقبلة من تداعيات تؤثر على أمن وسلامة المنطقة.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمة له، إن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يأتي في إطار مستجدات المنطقة واستعدادات مصر لاحتفالات 25 أبريل الموافق عيد تحرير سيناء، مضيفًا: «نأمل أن يحيط الله المنطقة بالأمن والسلام والاستقرار».
وأكد الرئيس، أن ما يحدث في السودان شأن داخلي سوداني، لا ينبغي التدخل فيه، حتى لا يحدث تأجيج للصراع، ويتطور بشكل لا يناسب السودان أو المنطقة كلها.
وأضاف الرئيس، أن سياسة مصر الخارجية تقوم بشكل متوازن في كل قضايا المنطقة، سواء السودان أو ما حدث خلال الشهور الماضية في الضفة والمجلس الأقصى وقطاع غزة، إذ تحرص مصر على عدم تصعيد المواقف، والحفاظ على الاستقرار.
شدد الرئيس، على أن الدولة المصرية لا تتدخل في شؤون الدول، وأن كل دولة لها خصوصيتها في سياستها وأوضاعها، وأن الدعم المصري للدول يكون في إطار التعاون المشترك والبناء والتنمية والتعمير، بعيدًا عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأضاف السيسي، أن موقف مصر ثابت لا يتغير بعدم التدخل في شؤون الدول، موضحا: «لو فيه دور إيجابي مثل الوساطة، نقدمه لاستعادة الأمن والسلام والاستقرار بين الفرقاء في دولة السودان أو غيرها، هو الدور اللي مستعدين نلعبه».
وواصل: «خلال الأيام الماضية، كان هناك اتصال مع أمين عام الأمم المتحدة، ووجهنا نداء لاستعادة الهدوء، والجلوس على مائدة الحوار للأشقاء في السودان، سواء الجيش السوداني أو الدعم السريع».
وشدد الرئيس، على أن القوات المصرية التي كانت متواجدة في السودان، كانت «قوة رمزية» للتدريب مع الأشقاء، وليس لدعم طرف على حساب طرف آخر، مضيفًا أن الدولة المصرية على اتصال متواصل مع الجيش السوداني، وقوة الدعم السريع، بهدف التأكيد على أمن وسلامة العناصر المصرية في السودان، التي كانت متواجدة ضمن بروتوكول للتدريب المشترك، وليس تأليب طرف على طرف، أو دعم طرف على حساب آخر.
وأشار الرئيس، إلى متابعة تصريحات قائد قوة الدعم السريع بأن قواتنا في أمن وسلام وتحت مسؤوليته الشخصية، وهو أمر تم تأكيده للسلطات المصرية في الاتصالات، مضيفًا: «نتمنى استعادة القوات في أسرع وقت ممكن».
وشدد على أن الدولة المصرية تشجع على حقن دماء السودانيين ووقف إطلاق النار، والتفاوض للحث على استقرار السودان والسودانيين، مؤكدًا أن الحوار هو الحل الأمثل لحل الخلافات، مضيفًا: «لما غاب الحوار في دول تانية، وكان صوت السلاح هو الموجود، كانت النتيجة أن الدول لم تستقر ودفعت تكلفة كبيرة من أمنها وسلامتها واقتصادها، وفقدت وقت سليم كان يمكن استمراره في التنمية والبناء».
وشدد الرئيس، في كلمة خلال ترؤوسه اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ قليل، أن موقف مصر ثابت بعدم التدخل في شؤون الدول، وهو أمر ثابت لا يتغير، مضيفًا: «التدخل إن لم يكن إيجابي، فلن يكون في مصلحة العلاقات وتاريخ العلاقات بين الدول».