ساعات قليلة متبقية قبل أن تشهد مصر تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون بالفيوم، بالإضافة إلى قدس الأقداس بمعبد الكرنك بمحافظة الأقصر، لتُعلن الانقلاب الشتوي، وبدء فصل الشتاء رسميًا، تلك الظاهرة التي تبرهن على براعة القدماء المصريين في تحديد بداية الفصول.
وتستعد محافظتي الفيوم والأقصر، غدا الأربعاء، لتنظيم احتفالية بمناسبة تعامد الشمس على قدس الأقداس، فيما يأتي السياح من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس.
تعامد الشمس على قدس الأقداس
وفي محافظة الفيوم، يشهد معبد قصر قارون، ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بالمعبد، حيث تتعامد الشمس على وجه الإله «سوبك» فور شروقها، وتستمر لنحو 25 دقيقة، وذلك لإعلان قدوم فصل الشتاء.
12 عامًا على احتفالية تعامد الشمس
وتقيم محافظة الفيوم احتفالًا في 21 ديسمبر من كل عام، احتفالًا بظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس «معبد قصر قارون»، بحضور عدد من المسؤولين والسياح من مختلف أنحاء العالم، حيث يشهد الجميع ظاهرة تعامد الشمس، ويحرصون على التقاط الصور التذكارية، ثم تفقد المنطقة الصحراوية المحيطة بالمعبد.
تعامد الشمس ظاهرة فلكية بديعة
ووصفت الدكتورة نيرمين عاطف، مدير إدارة الوعي الأثري بمحافظة الفيوم، ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون، بأنّها ظاهرة فلكية بديعة تؤكد على براعة القدماء المصريين في تحديد الفصول الأربعة، موضحةً أنه مع هذه الظاهرة يبدأ فصل الشتاء بصورة رسمية، لذلك تحتفل المحافظة بها سنويًا.
معبد قارون خُصص لعبادة إله الحب والخمر
وأضافت في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ معبد قصر قارون بُني في العصر اليوناني الروماني بالقرب من بحيرة قارون بنطاق مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، حيث تم تخصيصه في البداية لعبادة الإله ديونسيوس، إله الحب والخمر عند الرومان، وبعد ذلك أصبح معبدًا للإله «سوبك» وهو التمساح، وذلك خوفًا منه ليأمنوا شره بعدما انتشر بشكل كبير في البحيرة التي كانت مجاورة للمعبد.
تعامد الشمس على قدس الأقداس بالكرنك
وفي محافظة الأقصر، تتعامد الشمس على قدس الأقداس بمقصورة الزورق المقدس للإله آمون رع أشهر معبود في الحضارة المصرية، حيث تشرق الشمس بطريقة تدريجية حتى تتعامد على قدس الأقداس، وتستمر لدقائق معدودة إيذانًا بقدوم فصل الشتاء.