تستعد الفنانة التشكيلية فوقية خفافي، أرملة الفنان الراحل محمود رحمي، صاحب تصميم عرائس بوجي وطمطم الشهيرة، لعرض مسرحي جديد فريد من نوعه تقدمه لأول مرة بمسكات عرائس بوجي طمطم على المسرح القومي، وذلك عقب مؤتمر صحفي عقده المخرج خالد جلال، رئيس البيت الفني للمسرح، للفرق المسرحية القومية الرئيسية البالغ عددها 14 فرقة، وتحدث كل رئيس فرقة منهم عن خططه للعام الحالي 2023، وأعرب الحاضرون عن نيتهم لإعادة بوجي وطم طم مرة أخرى إلى أذهان الجمهور بطريقة تتواكب مع المجتمع الحديث، ولجذب أطفال مصر والوطن العربي إلى محتوى ملائم للهوية المصرية والعربية.
فوقية خفاجي تعتبر أن عرائس بوجي طمطم الذي قُدم في 18 جزءًا بداية من عام 1983، تراث قومي مثل أبو الهول والأهرامات وتحافظ عليهم، وهذا هو العرض الأول الذي تشارك فيه بالعرائس الأصلية تقديرا منها لمكانة المسرح القومي، ودوره في المحافظة على قيم المجتمع المصري.
«الوطن» حاورت الفنانة فوفية خفافي لمعرفة تفاصيل العرض التراثي الذي سوف يعيد ذكريات الزمن الجميل التي ارتبط بها جيل الثمانينيات وتربي عليها الأجيال اللاحقة، إلى العرض مرة أخرى.. وإلى نص الحوار.
بداية ما تفاصيل الإعلان الجديد عن مسرحية بوجي وطمطم المنتظرة؟
حضرت المؤتمر الصحفي بعرائس بوجي وطم طم، وتحدث الشاعر محمد بهجت عن مسرحية جديدة يجهز لها بعنوان «بوجي وطمطم على النت»، ليواكب الحداثة وسوف تعرض على المسرح القومي، وتحدث الفنان محمد نور مدير مسرح العرائس عن إخراج المسرحية بعرائس بوجي وطم طم الوطنية المحببة للطفل والأسرة المصرية، وعرضوا على هذا الاقتراح فوافقت: «عامل مسرحية جميلة أوي»، وكنت سعيدة بأن تراث الفنان محمود رحمي سوف يخرج للنور مرة أخرى على مسرح الدولة «القاهرة للعرائس»، بطريقة مختلفة عن الفيديو والتليفزيون تواكب العصر الحديث.
شاركتي الفنان رحمي في تنفيذ عرائس بوجي وطمطم في التليفزيون فما الاختلاف في تقديمها على المسرح؟
هناك فارق كبير بين المسرح والتليفزيون، ففي الفيديو «التليفزيون» تتحرك العروسة بواسطة شخص ويظهر منها جزء معين لقطة «ميديم» فقط، أما في المسرح تكون العرائس عبارة عن «ماسكات» يرتديها الراقص ويري المتفرج الشخصية كاملة.
لماذا تقديمين العرض الجديد لبوجي وطمطم بـ«مسكات» وليس عرائس أصلية؟
المسكات والعرائس لا تختلف عن بعضهما وكلاهما من تصميم زوجي الأستاذ رحمي وشاركته في التنفيذ، لكن طبيعة العرض هي التي تفرض علينا استخدام «الماسك» أو العروسة، ففي المسرح لا يمكننا تقديم العرض بالعروسة لصعوبة حركتها أمام الجمهور وهنا تناسب «المسكات» طبيعة المسرح الذي يكون فيه حركة واستعراضات والراقص يتحرك ويجرى فالأفضل الماسك على المسرح، واستخدم العرائس لا يتم إلا في المسرح الأسود حيث يكون كل شيء باللون الأسود بدءًا من خلفية المسرح وحتي العروسة ولا يظهر منها سوي عيناها.
وماذا عن استعدادك لعرض مسرحية بوجي وطمطم؟ ومتي سوف تعرض؟
بالفعل بدأت التجهيز لمسكات العرض، ونعد خطة لتقديمها بشكل مميز، ليرتديها أطفال معهد البالية الذين يجسدون تلك الشخصيات، واتفقنا على الشكل والصميم لكن لم نحدد وقت معين للعرض لأني ما زال أمامي وقت كبير لإعداد ماسكات العرائس المشاركة في العرض «لما العرايس تكون جاهزة هنبدأ البروفات»، ونحن ما زلنا في مرحلة التجهيزات وأنا لم أنتهي بعد من تصميم العرائس.
هل شاركت العرائس الأصلية لبوجي وطمطم في عروض أخرى قبل هذا؟
لا بالطبع لم أخرج العرائس للمشاركة في أي عروض، ورفعت قضية على محل احتكر العروسة وصممها في الصين ويتاجر فيها وما زالت قائمة، ووقفت على مشاركة هذا المسرح لأنه مسرح الدولة.
ما شعورك بإعادة عرض بوجي وطمطم على المسرح القومي بشكل مختلف؟
أنا في قمة سعادتي لكون الشخصيات الفنية للأستاذ رحمي تظل باقية وتكون موجودة على مسرح الدولة، لأن هدفه منذ تصميم بوجي وطم طم أن تكون هذه العرائس هي شخصية الطفل المصري، وقد عمل على هذا الهدف منذ تخرجه من قسم النحت بكلية الفنون الجميلة عام 1964، بالتزامن مع افتتاح التليفزيون المصري وأسس فيه هذا الفن الجميل.
باعتبارك زوجة الفنان «رحمي» ما دورك في تصميم عرائس بوجي وطمطم الأصلية؟
منذ 40 عاما مضت شاركت مع زوجي الأستاذ «رحمي» في تنفيذ العرائس فهو صاحب الفكرة والمصمم، وما زلت أحافظ عليه وأرممها باستمرار، فالعرائس مصنوعة من القماش وهو معرض للذوبان، وقد أعيد بناء العروسة: «من أوله جديد لو باظت خالص.. بوجي وطمطم موجودين عشان أنا ربنا رايد لي أعيش وأحافظ عليهم لو ما كنتش موجودة مين هيعملها غيري».
ما قصة عرائس بوجي وطمطم في التليفزيون المصري؟
في البداية كان الفنان رحمي مثل غيره من الفنانين التشكيليين يعرض أعماله بمعارض تقتر رؤيتها على المهتمين والمتخصص، فغير طريقته تماما من النحت إلى فن العرائس من خلال الشاشة ليراها الجميع لإيصال رسالة إلى الشعب المصري، وقدم عن طريق هذا الفن شخصيات عديدة سبقت مسلسل بوجي وطمطم، مثل: «عصافير الجنة وبلقظ وأرنوب ودبوب وفتافيت السكر وبرنامج حمادة وعم شفيق»، وفكر أن يصم للطفل المصري شخصية خاصة به يسمع كلامها ويتربى من خلالها وتقدم له قيم إيجابية، مثلما لكل طفل في دول العالم شخصية خاصة به.
صمم «رحمي» عرائس بوجي وطمطم عام 1980، وحينما أحبها الجمهور أحس أنه وصل لهدفه وحياته تغيرت من بعدهم فطور الفكرة وكبر الشخصية وزودها بأحداث وشخصيات أخرى، وكان يصمم الشخصية بداية من رسمها وتصميمها وتنفيذها واختيار اسمها ويكتب لها دور درامي واختار صوت فنان ويخرجها: «العرايس دي كلها عجينة الفنان رحمي من حبه لبلده وفنه».
كيف كانت حياتك مع الفنان محمود رحمي؟
تزوجت الفنان محمود رحمي عام 1984 في أول موسم لبوجي وطمطم وعشت معاه، حياتي معاه هذا المسلسل، يكتب الفكرة ونتشارك النص وتسجيل الصوت، فأنا أيضًا فنانة تشكيلة خريجة فنون جميلة قسم نحت «كنا زملاء فى الكلية»، وعملت تحت رئاسته في التليفزيون المصري، ولمحت فيه حبه لعمله وإتقانه له وإخلاصه الشديد، وأنا أيضا أحبب هذا الفنان وعرائسه وكانت حياتنا مسلسل «بوحي وطمطم»: «لما تحبي شغلك هتحبي حياتك لما كنت أبقى تعبانة كان يقول لى يا ما قومي امسكي لك عروسة واشتغلي فيها هتخفي».
ماذا عن نجاح بوجي وطمطم؟
حينما نجحت بوجي وطمطم في التسعينيات قرر الفنان رحمي أن يجعلها دمية وأرسلها الصين، إلا أن النتيجة كان بشعة «زعلنا وسكتنا».
كيف تعيشي ذكريات بوجي وطمطم الآن؟
أنا لا أميل إلى الإنتاج الجديد لأني أراه بعيدًا عني، وأعيش في عالم ماسبيرو زمان القناة الجميلة التي تحفظ تراث الأجيال، وهي حريص على عرض مسلسل بوجي وطمط كل رمضان في نفس توقيت عرضه أيام إنتاج إجزائه، عقب الإفطار بعد تواشيح النقشبندي مباشرة، وأنا سعيد بأن تراث الفنان ما زال موجود على الشاشة واليوتيوب، فبعد رحيله بـ21 عاما مازال الطفل مندهش بفنه «لما بوجي وطمطم بيخلص الطفل بيعيط»، وأذكر الجميع وأحبائي بموعد العرض ليتابعوه.
توجد الكثير من نموذج عروس بوجي وطمطم في السوق المصري ماذا عنها؟
للأسف هناك محل لعب أطفال نفذ عرائس بوجي وطمطم في الصين بشكل حلو وغرق بها السوق في مصر والدول العربية، وهذه سرقة علنية للملكية الفكرية وحقوق الأستاذ رحمي، لأنه هذه العرائس ملكية فكرية خاصة به، وموثقة في الشهر العقاري باسمه، ومن المفترض أن تظل ملكًا لورثة الفنان لمدة 50 عاما، وبعد هذه الفترة تكون ملكية عامة، وهذا المحل يبيعها منذ 10 سنوات دون الحصول على حقوقها منا وما زالت بيننا قضايا وخلافات في المحاكم: «دي مزعلاني أووى د حاجة بقت شخصية قومية بتاعة مصر لازم نحافظ عليها مش نسرقها»، وقد أحضرت كل نماذج العرائس المقلدة لبوجي وطم طم وأقتنيها في منزلي.