لف الصمت سماء شمال غزة، وحل محل أصوات الأذان هدير القصف وضجيج الدمار، الذي حل على القطاع، إذ لم يترك العدوان الإسرائيلي شبرًا في الأرض إلا وطاله الأذى والدمار، ليتعرض على أثرها 90% من مساجد المنطقة لعمليات تدمير ممنهجة، تاركينَ أهاليها بلا ملاذ روحي يجمعهم في أوقات الصلاة.
تدمير 90% من المساجد داخل قطاع غزة
مع تدمير 90% من المساجد داخل قطاع غزة، وانقطاع الكهرباء المستمر في القطاع، غاب صوت الآذان عن القطاع لأكثر من شهرين، وهو ما لاقى ضيقا من قبل مجموعة كبيرة من أهالي القطاع، وبالتزامن مع غياب صوت الآذان، أصبح السؤال عن حكم أداء فريضة الصلاة دون وجود أذان؟، وهو ما أجاب عليه على المطيعي، أحد علماء الأزهر الشريف.
وقال المطيعي في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّ غزة تمر بفترة حرجة وصعبة ومريرة بشكل غير مسبوق، بعدما حرمت من أقل الاحتياجات اليومية، منها سماع أصوات الأذان، مؤكدًا أن ذلك لن يقف حائلًا بين المواطنين وأداء فريضتهم اليومية.
وأضاف المطيعي: «أهالي غزة لا يحتاجون إلى أذان من أجل أداء الفريضة اليومية، ففي الوقت الحالي بات من السهل معرفة دخول توقيت الصلوات، فالأذان يرفع بناء على التقويم المحلي لكل بلد، لذلك من الطبيعي أداء الصلاة حتى في حالة عدم سماع الأذان، ولا يشترط سماع الأذان لأداء الصلاة، وممكن بالاتفاق بينهم رفع الأذان خارج المسجد من أجل نداء أكبر عدد من المصلين لأداء صلاة الجماعة، وأدعو الله أن يرفع عنهم البلاء».
تفاصيل جديدة حول انقطاع صوت الأذان في غزة
وعلق أكثر من مواطن فلسطيني على المأساة التي يعيشها القطاع، ووصلت إلى استهداف الأماكن المقدسة مثل المساجد والكنائس، بحسب شهاداتُ الأهالي فإنهم لم يسمعوا صوت الآذان في سماء شمال غزة لمدة شهرين متتالين، وفقا لما أوردته وكالة وفا الفلسطينية.
«لم نسمع صوت الأذان لأكثر من شهرين».. هكذا كانت كلمات أحد أهالي غزة الذين حرموا من سماع أصوات الأذان، مؤكدًا أنه شعورًا قاتمًا محزنًا، خاصة أن الأهالي اعتادت سماع نداء الله من مآذن المساجدِ، في إشارة إلى أنه كان يُنعش أرواحهم ويُضفي على حياتهم معنى.
وقال آخر يعيش المعاناة ذاتها، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «x»: «لم يهزمني شيء قط في هذه المعركة غير انقطاع صوت الأذان من المساجد».